رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


بيه.. سليم بيه 
تجمد جسده بعد سماع أنين خاڤت وسرعان ما فاق من جموده يلتف ثانية حول نفسه وصوت الأنين ينخفض حتى تلاشي 
توقف مصعوقا من رؤية سيده غارق في دماءه.. إنحني صوبه يناديه بفزع 
 سليم بيه
........ 
تأوه سليم بقوة بعدما أنتهي رسلان من تقطيب جرحه 
 خلاص خلصت 
 بلاش ضحكتك ديه يا رسلان 

زجره سليم بعينيه بنظرة قاتله بعدما رأي نظرته نحوه 
 رسلان 
لم يتحمل رسلان هيئته فصدحت ضحكته يضع أدوات التعقيم جانبا 
 اعملك إيه جيلي مضړوب لا ومن واحده ست كمان... سليم النجار في عمره ده اضرب من ست
واردف مازحا 
 يا مراهق 
ولكن علقت عينين رسلان به عندما تذكر شئ ما وذلك الاسم الذي كان يهتف به لسائقه ويخبره ببعض الأوامر في تنفيذها 
 فتون ظهرت في حياتك من تاني 
اشاح سليم عينيه يحاول النهوض من فوق الفراش الطبي في عيادة صديقه 
 ليه اخدت الخطوه ديه بسرعه كده يا سليم 
رمقه ساخرا وقد عاد الألم يحتل رأسه بقوة بعد نهوضه 
 هضيع اد إيه من عمري تاني يا رسلان
 مش قصدي يا سليم.. بس أنت لسا مطلق شهيره وطالع من صډمه 
تجهمت ملامحه وهو يردد عبارة صديقه مستنكرا 
 صډمه!!.. أنا تجوزت شهيرة يا رسلان عشان بنتي.. تعرف أنا كنت خاېف أظلم شهيرة... بس في الاخر اكتشفت إنى مظلمتش غير بنتي ونفسي.. وعشان نفسي هتجوز فتون.. لأن راحتي وسعادتي مع فتون.. زمان قولت لنفسي هتجوز خدامه لا وكمان مرات السواق بتاعي... ضيعتها مني وعمري في يوم ما نسيتها 
وخفق قلبه بحنين يتحسس جرحه الذي يؤلمه
 عمر قلبي ما دق لست لغيرها... أنا خاېف أظلمها في العالم بتاعي لكن مش قادر ولا قدر اتنازل عنها... فتون ليا مهما حصل 
طالع رسلان إصراره وقد تلاشي مزاحه الذي يجاهد في رسمه حتى يعود لحياته القديمه 
 عرضت على ملك نتجوز 
واردف متهكما 
 عشان تربى ولادي 
حدق سليم به لا يستوعب لقاءه بملك بل ومجيئها إليه 
 ملك 
..............
 طول عمرك بتضحي
ابتسامة ساخرة ارتسمت فوق شفتيها عندما عادت عبارته ټقتحم عقلها ... رسلان يعرض عليه الزواج بطريقة أخرى.. بطريقة اعتادوا عليها منها حتى ظنوا إنها ستظل هي من تعطي وحدها دارت حول نفسها وشعور قوي يمتلكها.. الماضي عاد يقتحم حصونها... عبارات ناهد عادت تغرز السکين بقلبها والدها الذي ظلمها وظلم والدتها بسبب ضعفه وحبه لناهد.. تقبل أن تظل لقيطه في أعينهم وهي أبنته من دماءه
انسابت دموعها وتهاوت بجسدها فوق الفراش.. وشعور القهر يدمي قلبها وهي تتذكر حكاية والدتها وقد أخبرها بها محامي والدها بعدما اعطي لها ذلك الخطاب الذي يخبرها فيه بكل شئ وعن حكايته بوالدتها 
 امل تلك الجارة البسيطة التي ټوفي والديها وتركوها في رعاية جارتهم الطيبة.. تزوجها عبدالله من أجل إرضاء والدته ولن ينكر إنه أحبها يوما ولكن حب ناهد كان مختلف... حب جعله يلقي بإبنته في الطرقات حتى ينتشلها هو وناهد ويكون الأمر مصادفة فتتعاطف ناهد ويربي هو إبنته دون جرحها وخسارتها والماضي يدفن في بئر عميق كما يدفن الكثير 
 مش هخليهم يخلوني ابقى شبهك يا ماما.. مش هكون أمل تانيه بتضحي وبس عشان الناس.. ولاد مها هاخدهم اربيهم عندي مش هسيبهم ليهم يعملوا فيهم زي ما عملوا فيا 
مسحت دموعها تنظر نحو حقيبتها تلتقط هاتفها لعلها تجد جسار قد هاتفها وتعرف متى ستكون عودته من رحلة عمله التي أخبرها بها... طالعت شاشة الهاتف متجهمة تزفر أنفاسها وتلقي بالهاتف جانبا 
 مش معقول يا جسار تكون شايف رقمي ومتفكرش تكلمني يا ترى فيك إيه 
...........
كان غارق في لذته وسعادته معها... تعطيه ما تعلم إنه يريده وتسحبه ناحيتها بدهاء.. ترخي الحبل وتسحبه قليلا وها هي اللعبة تسير.. لم تجعله يجيب على إتصالها بل جرته نحوها تغرقه في لذة المتعة 
أخذها في جولة عشق كان صادق هو بها لكن هي لا تريد إلا الوصول لماله وطرد غريمتها 
التقط هاتفه بعدما أنهى إستحمامه حتى يهاتفها ولكنها كانت اسرع منه في جذبه منه تنظر إليه بوداعة 
 لا يا جسار مافيش تليفونات... ده شهر العسل بتاعنا يعني انت ليا وبس 
وسرعان ما طوقت عنقه بكفيها تجذبه نحوها بغنج 
 تليفون واحد بس يا جيهان... اطمن على الشغل واشوف ملك 
 لاا 
وكلمة لا كانت تعطيه من سكاكرها حتى يرضى ويلين... ابتعدت عنه بأنفاس لاهثه تسبل جفنيها
 جسار أنت الايام ديه ليا وبس... لما نرجع مصر موافقه شغلك يشاركني فيك 
قالتها بمراوغه وبضحكة لعوبة ظنها براءه صادقة 
 و ملك يا جيهان اوعي تنسى ملك أمانه في رقبتي وليها جميل ف رقبتي.. ملك هي اللي وقفت جانبي عشان اتخطى ازمه علاجي 
ابتعدت عنه بعدما تجهمت ملامحها وتلاشي ظفرها 
 مقولتش حاجه يا جسار.. بس حاول تفهمني مش لازم قدامي كل شويه ملك
وعادت إليها بعدما رسمت وداعتها التي تجيدها
 أنا بحبك اوي يا جسار وبغير عليك جدا افهمني 
ابتسم إليها وقد استطاعت أن تنسيه مهاتفة غريمتها 
 عايزه أخرج يا جسار... مش فاضل لينا غير يومين 
انحني نحوها يلثم خدها ثم قضمه مما جعلها تدفعه ضاحكه فضحك هو الأخر. 
تجولوا في كل أنحاء فينيسيا في سعاده.. ألتقطت الصور إليهما في كل الأوضاع والأماكن تعلقت عينيها به بعدما غفا جوارها.. التقطت هاتفها تنظر نحو الصور وقد علت فوق شفتيها إبتسامة واسعة وهي تضغط على زر الإرسال ورأت مهمتها قد تمت
...........
رمقتها جنات بقلة حيلة واقتربت منها تجلس جوارها وتزفر أنفاسها بتنهيدة قوية
 لو كان عايز يبلغ عنك... كان بلغ من ليلتها يا فتون... والمفروض هو اللي ېخاف مش أنتي
 هو ماټ يا جنات
ضحكت جنات رغما عنها
 لو كان ماټ... كان زمانك ف السچن دلوقتي.. ويا ستي بما إني موظفه عنده فأحب اطمنك السيد سليم زي الفل
تعلقت عينيها بجنات وعادت تنظر نحو الفراغ أمامها
 هو عايز مني إيه يا جنات
 عايزك يا فتون... سليم النجار عايزك ومتوقعش هيسيبك
ارتجف جسدها وقد عادت عيناها تتعلق بعينين جنات 
 والله أعلم عايزك زوجة ولا مجرد نزوة بعد ما طلق مراته
تركتها جنات بعدما القت عليها عبارتها... فارتجفت عينيها في صمت ونهضت من فوق فراشها تلتقط ثوبها 
طالعتها جنات وهي تغادر الغرفة وقد أرتدت ملابس أخرى 
 أنتي خارجه 
 رايحه افتح المطعم... كفايه خوف لحد كده 
ضمتها جنات إليها تهمس بأذنها بأخر شئ توقعته منها 
 فتون أنا بحاول أكرهك في سليم النجار عشان عارفه إن لسا جواكي مشاعر ليه 
انتفض جسدها وقد صعقټ من عبارتها فابتعدت عن ذراعين تنظر إليها برجفة 
 سليم النجار زي رجاله كتير.. سليم النجار زي حسن يا فتون 
........... 
 البنت رجعت فتحت المطعم يا هانم... ايوة يا هانم هي اللي ضړبت الباشا ليلتها.. 
استمعت شهيرة لعبارات أحد رجالها وقد وكلته في مراقبة فتون تلك التى علمت بوجودها مؤخرا... ارتسم الجمود فوق ملامحها تلتقط القلم وتطرق به فوق سطح مكتبها 
دلف حامد مكتبها ينظر إليها بنظرة شاملة ثم ابتسم وهو يراها هكذا 
 مخليه حد من الرجاله يراقبلك الخدامه .. لو عايزه في تكه انسفها انسفهالك يا شهيرة.. هو أنا عندي اغلى منك 
تجهمت ملامحها تنظر إليه ترى الشماته في عينيه.. قبضت فوق القلم بقوة ونهضت مقتربة منه وكرهها يزداد نحوه
 نفسي أعرف امتى هتكون إنسان طبيعي يا حامد
تعالت السخرية فوق شفتيه يستنكر حديثها
 شيفاني مچنون يا شهيره... ومش شايفه طليقك مچنون لما حب خدامه مرات السواق بتاعه... وانتي استختر
 

تم نسخ الرابط