روايه كامله

موقع أيام نيوز


إنتي هو أنا حابسك ولا إيه!
إحتضنته قائلة لا متقولش كده يا برهوميإنت جميل إنت.
مسح علي شعرها بحنان وقال طيب يستي من بكره تنزلي تقدمي في المركز اللي فاتح جمبنا بتاع جليسات الأطفال ده مش ده حلم عمرك!
طالعته بدهشه وقالت وحياة أبوك يا بابا بتتكلم جد!
قهقه عاليا وقال آه ورحمة أبويا بتكلم جد.
نظرت إليه وقالت إيه ده! المركز اللي جمبنا ده اللي علي أول القمه!

اومأ موافقا فلوت شفتها بنزق وقالت يعني يوم ما ربنا يكرمني و أشتغل و أخرج للدنيا أشتغل جمب البيت!!
_خلاص بلاها خالص لا جمب البيت ولا جمب الغيط...
قاطعته قائلة لااا يا حجوج متبقاش قفوش كده ومالو جمب البيت إنشالله يبقي فوق السطوح حتي أهم حاجه أشتغل.
طيب يا لمضه يلا نامي بقا عشان تصحي بدري و تنزلي تقدمي ورقك.
علي الفور تدثرت بغطاءها وهي تمني نفسها بما سيحدث غدا لتخلد سريعا إلي نوم عميق.
رأته يدنو منها مبتسما و لكن هيئته بدت مخيفة بالنسبة لها وجهه يكسوه السواد عيناه جاحظتان وكأنهما جفتا من الدموع يداه مكبلتان بالأغلال و قدماه أيضا فكان يسير يجر قدماه جرا كمن يسير الهوينا حتي توقف أمامها وقد سالت العبرات من عينيه ليتمتم بكلمات لم تصل إلي مسامعها فصاحت تخبره أنها لم تسمع ما قاله ليعاود حديثه مرة أخري و لكنها كذلك لم تتمكن من سماعه لتصرخ پغضب و ضيق في آن واحد قبل أن يستدير هو موليا ظهره لها ثم إنصرف.
فزعت يسر من نومها وهي تىهث كأنها كانت تركض أثناء نومها لتجد جسدها يتصبب عرقا و راحت تتذكر ذلك الکابوس لتشعر بأنه وقد جف حلقها فإنحنت علي جانب الفراش تلتقط كوبا من الماء لتقع عيناها علي 
الفصل الرابع
مرت الأشهر المنصرمه عليه وكإنها أعواما لا تعد ولا تحصي ف كم تمني بكل يوم يمضي أن تعود إليه ذاكرته و يكتشف هويته و لكن أحلامه تضيع هباء منثورا كان يأمل في كل مساء أنه سيفيق غدا وقد تذكر من هو و ماذا أودي بحياته حتي أصبحت هكذا ليفاجأ بأنه لازال يحمل تلك الذاكرة الفارغه و يعود إليه الإحباط و خيبة الأمل من جديد.
نهض عن فراشه عندما إستمع إلي آذان الفجر ليتوضأ و يصلي الفجر ثم جلس يقرأ بالمصحف الذي لا يعلم هل هو خلصته أم أن أحدهما قد أعطاه له ثم إنتبه علي حركة مصعب وهو يستعد للخروج إلي عمله فهرول ناحيته وقال مصعب إنت نازل الشغل مش كده!
أومأ مصعب قائلا أيوة يا محمد عايز حاجه!
_عايز آجي معاك!
نظر إليه مصعب بتعجب وقال تيجي معايا فين!
_هاجي معاك دريم بارك.
قالها يحيي ساخرا ثم أردف بجدية هيكون فين يعني يا مصعب هاجي معاك الشغل أنا زهقت من القعده و عايز أشتغل.
قال مصعب شارحا أيوة بس إحنا شغلنا صعب و كله لم خرده و قرف و إنت إيديك ناعمه شكلك إبن ذوات يعني ومش وش بهدله.
قال يحيي مستنكرا ملكش دعوة وش بهدله ولا لأ أنا مصمم أشتغل معاك في الخردة هو إنت أرجل مني ولا إيه
إبتسم مصعب قائلا لا يا عم راجل و زين الرجال طيب خد إلبس دول وأنا هستناك بره علي ما تجهز.
قالها وهو يلقي له بثياب قديمه مهترئه إرتداها يحيي بدون تفكير ثم خرج برفقته إلي العمل و الذي لم يكن هينا أبدا ليقول مصعب وهو ينظر له قولتلك إنت مش وش بهدله مسمعتش كلامي أديك هنجت و نفسك إتقطع من أول يوم أهو.
نظر إليه يحيي وهو يزيل بيده حبات العرق المتناثرة فوق جبينه ثم قال لأ متخافش عليا ده عشان أول يوم بس.. قوللي بقا بعد ما نخلص لم الخرده دي هنعمل إيه!
أجاب مصعب قائلا هنحملها مع السواقين في العربيات و هنروح عالمخازن و نفرزها هناك و كل حاجه وليها مكانها بقا.
_زي الزباله يعني!
قالها يحيي ليومأ مصعب موافقا ويقول بالظبط كده بس الفرق بين جمع الخرده و الزباله إنها أنضف شويه و فلوسها أكتر كمان.
أومأ موافقا وقال طيب يلا نخلص عشان الوقت ميسرقناش بلاش المعلم ياخد مني موقف من أول يوم.
ثم عادا كلا منهما يباشر عمله بصمت لم يقطعه أحد منهم.
أفاق سليمان من نومه بإرهاق و تعب ليكتشف أنه فقط كان
 

تم نسخ الرابط