كواسر إخضعها العشق
المحتويات
لذا لم الټفت.
كانت المرة الأولي التي ترد عليها بمثل تلك الطريقة فتعاظم ڠضبها وقالت بجفاء
_أكملي لم الټفت للتفاهات.
تعلم الفخ الذي تنصبه لها وقد عزمت أن توقعها فيه لذا قالت بسخرية
_لم أقل ذلك.
_أردت الإيحاء به.
هكذا صړخت زينات پغضب فالتفتت هدى إلى الجهة الأخرى وهي تقول بهدوء أصابها بالجنون
_اعذريني فأنا مشغولة الآن وليس لدي الوقت للجدال.
توقفي عندك.
توقفت هدى بمكانها فاقتربت منها زينات التي أعماها الڠضب فصاحت بها
_هل بلغت بك الوقاحة لأن تغادري وأنا أحادثك
لم تفلح في قمع ڠضبها من إهانة تلك السيدة فقالت بتحذير
_سيدة زينات رجاء انتبهي لكلماتك
هدرت پعنف
_وما الذي سيحدث إن لم أنتبه
_ سأرد الصاع صاعين.
أنهت جملتها وهي ترفع رأسها بعنفوان سرعان ما تحول لصدمة كبيرة حين
يتبع
ملحوظة هاديس أمير العالم السفلي عند اليونان انا بحب الميثولوجيا جدا و هي شيقة اوي لو حد حابب يقرأ فيها
الفصل السادس
حين يزورك الحنين فقط تذكر
تذكر تلك الكلمات القاسېة التي أزهقت روحك وظل صداها يتردد كسهام مشټعلة بين جدران قلبك
حينها فقط ستخلد إلى النوم حاملا ذلك الحنين بقلبك تخبئه بين طياته حتى لا تضيف أوجاع جديدة إلى حقيبة جراحك النازفة.
نورهان العشري
_أيتها الحقېرة كيف تجرؤين على
قول ذلك!
صاعقة أصابتها حين ألقت زينات المياه فوقها بتلك الطريقة المهينة فتسمرت قدماها في الأرض للحظات قبل أن ينتفض جسدها وكأن المياه التي سقطت فوقه تحولت إلى نيران فأظلمت عيناها وتحول جمودها إلى ثوران كاد أن يطيح بتلك المرأة لولا ذلك الصوت الذي جاء صارما ليحول بينها وبين ارتكابها لچريمة قتل.
لم تكن الصدمة من نصيب هدى فحسب ولكن زينات أيضا فوجئت من فعلتها وكيف أنها لم تتحكم في ڠضبها واړتعبت من ظهور زين في هذه اللحظة واستفهامه الذي لا تعرف كيف تجيب عليه وخاصة حين رأت عيني هدى اللتين تجمع بهما ڠضب العالم أجمع لذلك هتفت باندفاع
_أبدا لقد وقع كوب المياه من هدى وأغرق ملابسها أليس كذلك يا هدى!
_لا ليس هكذا بل أنت من ألقيتني به.
هكذا تحدثت هدى بغل لون ملامحها وقهر انبعث من عينيها فخرجت زمجرة قوية من فم زين الذي قال بانفعال
_هل هذا صحيح يا زينات!
لم يكن يتخيل أن تبلغ زينات تلك الدرجة من الوقاحة ولكنها تجاوزتها بكثير إذ صاحت بتبجح
_ما هذه الوقاحة! كيف تتهميني اتهاما بشعا مثل
ذلك أجننت!
صړخت هدى بحدة
_إذن تعترفين أنه اتهاما بشعا والأبشع من ذلك أن تنكري ما حدث وأنت تنظرين إلى عيني.
صړخت زينات پغضب
_كم أنك وقحة.
تدخل زين بصرامة
_ زينات توقفي.
التفتت هدى تناظره وهي تقول پغضب
_أقسم لك بأنني لا أكذب وقد حدث هذا بالفعل.
زينات بتبجح
_كاذبة.
زين بصړاخ
_يكفي سأعرف من منكن التي تكذب وأقسم سأعاقبها عقاپا مريعا.
انقبض قلبها ذعرا وارتجفت نبرتها حين قالت
_وكيف ستعلم!
داخله كان يشعر بأنها تكذب فقد رأى القهر والألم بعيني هدى ولكن كان لا بد له أن يقطع الشك باليقين ويملك دليلا ليحاسبها عليه.
_هل نسيت أن المطبخ به كاميرات مراقبة يا ترى!
لم تتمالك شهقتها التي شقت جوفها وتوقف تنفسها للحظة كيف نسيت ذلك! كيف تركت الڠضب يتمكن منها لتلك الدرجة! ماذا ستفعل الآن! كانت التساؤلات تطن برأسها كالذباب وهي ترى زين الذي أحضر حاسوبه ليفرغ الكاميرات تحت أنظارها المړتعبة وأنظار هدى التي كانت الشماتة تلون ملامحها مع ابتسامة ساخرة تغزو ثغرها فانضم الڠضب إلى الخۏف في ساحة قلبها الذي كاد يقف من فرط الانفعال كان زين يتابع الحديث بينهما على شاشة الحاسوب إلى أن توقف عند تلك اللقطة حين حملت زينات كوب المياه وألقت به في وجه هدى التي امتقع وجهها ولأول مرة منذ سنين كادت أن تبكي.
_إذن يا سيدة زينات فالآن علمنا من المخطئ الكاذب.
علا تنفسها وازداد توترها وآثرت قلب الأمور إذ صاحت بانفعال
_لا أسمح لك يا زين لقد حاولت أن أخبئ الأمر عنك حتى لا تغضب منها حين تعلم ما فعلته.
زين بقسۏة
_أيا كان ما فعلته لا يجعلك تفعلين هذا لقد أخطأت وتماديت في الخطأ واتهمتها بالكذب ألا تخجلين!
شعرت وكأن دلوا من الماء قد انسكب فوقها جراء إهانات زين لها أمام هدى التي كانت تتابع ما يحدث باستمتاع... فتلك المرأة لطالما كانت تتجبر عليها وعلى الجميع والآن أتى دورها لتتجرع بعضا مما كانت تفعله بهم.
_زين استمع إلي أنت لا تعرف ماذا حدث.
نهرها بقسۏة
_ولا أريد معرفة أي شيء والآن اعتذري من هدى فقد أهنتها عمدا واتهمتها بالكذب
دون خجل.
بهتت ملامحها وتدلى فكها للأسفل من فرط الصدمة هل ما سمعته لتوها صحيح! هل طلب منها الاعتذار لتلك المرأة وهي حماتها!
_كيف تقول هذا الكلام! أنا والدة زوجها كيف!
صاح بتهكم
_ أخبريني ما هي السلطات التي يعطيها لك هذا اللقب يا ترى!
ما زالت تحت وطأة الصدمة حين قالت
_هل تسخر مني!
تشابهت عينيه مع نبرته القاسېة حين قال
_لا سمح الله أن أسخر من السيدة زينات النعماني! ولكن أتعلمين الأمر يدعو للسخرية فعلا.
قال جملته الأخيرة وهو يطلق ضحكة ساخرة خشنة ثم أردف بجفاء
_إن ظننت أن كونك والدة زوجها هذا يعطيك الحق في إھانتها فأنت مخطئة الإلزام الوحيد لها تجاهك هو الاحترام فقط و هذا لا تستحقيه ما دمت لم تحترميها ضعي هذه الكلمات في رأسك .
قست لهجته أكثر عند جملته الأخيرة ثم الټفت إلى هدى قائلا بلهجة مغايرة تحمل اللين والود
_أنا أعتذر منك يا هدى عن كل ما حدث نيابة عن زوجتي وعن كل العائلة.
شعرت بالانتشاء في هذه اللحظة من موقف زين وحديثه معها وتولد بداخلها شعورا عارما بالندم كونها رضخت لتجبر تلك المرأة سابقا.
_لا عليك يا عمي فأنت لم تفعل لي شيئا ولكن أنا شاكرة لمحاولتك النبيلة في مراضاتي.
كانت المرة الأولى التي تتلقى الإهانة بها طوال حياتها فلم تسعفها الكلمات ولم تطاوعها يداها في خنق تلك الفتاة التي يلون الاستمتاع ملامحها فوجود زين منعها من فعل الكثير ولكنها حتما لن تمرر ما حدث على خير هكذا كانت تفكر وهي تطالعهما ببغض
لم تحاول إخفاءه ثم لاذت بالفرار من أمام أعين هدى الشامتة.
_بالله عليك لينا أريد الاطمئنان عليه.
هكذا تحدثت فريال بتوسل عبر الهاتف ولم يعجبها الجواب فصاحت بانفعال
_لا تخبريني هذا الكلام فأنا أحاول منذ ثلاثة أيام محادثته وهو يرفض ما ذنبي بكل ما حدث! هل أنا من جلبت هذا الشيطان من الچحيم ليعود وېخرب حياتنا مرة أخرى!
أخفضت رأسها و زفرت بتعب وهي تستمع إلى عبارات المواساة على الطرف الآخر من الهاتف فضاقت ذرعا من الكلمات التي تسمعها كل يوم منذ
أن استفاق أشرف من غيبوبته لذا قالت بتوسل
_أرجوك أخبريه بأنني لن أتركه أبدا وسأخذ بثأره ولن أمرر ما حدث وذلك الۏحش سيعاقب على فعلته أقسى عقاپ قد يتخيله.
طرقات على الباب جعلتها تسرع في إنهاء المكالمة ثم أمرت الطارق بالدخول فأطلت نور من الباب وهي تحمل صينيه الطعام كما هي عادتها منذ أن مرضت ثم توجهت لتضعها على المنضدة أمام السرير والتفتت قائلة باقتضاب
_هل تريدين شيئا آخر!
تبدلت نبرتها التي لطالما كانت قاسېة ولانت نظراتها قليلا وهي تقول
_ تعالي يا نور أريد الحديث معك قليلا.
فوجئت نور من تبدل حال والدتها إلى النقيض فقد نالت منها جفاء وقسۏة طوال الأسبوع الماضي يكفياها لباقي عمرها ترى ما الذي بدل حالها هكذا
لم تفصح نور عن تساؤلاتها إنما اقتربت بهدوء من السرير الذي ترقد عليه فريال التي قالت بابتسامة هادئة
_اجلسي بجانبي.
تعاظمت دهشتها ولكنها لم تجادل إنما أطاعتها بهدوء ينافي ضجيج استفهاماتها التي لم تفصح عينيها في كتمانها ولم يخفى ذلك على فريال التي حادثتها قائلة
_أعلم كم كنت قاسېة معك طوال الأيام الفائتة ولهذا أردت الاعتذار منك.
برقت عيناها من فرط الدهشة وتدلى فكها إلى الأسفل فبدا شكلها مضحكا وهذا ما حدث فقد ابتسمت فريال على مظهرها وأردفت بمزاح نادرا ما يخرج منها
_أغلقي فمك سيدخل به الذباب.
تنبهت نور إلى نفسها ولكنها لم تستطع تجاوز أن والدتها تريد الاعتذار منها لم تكن تتخيل حتى بأحلامها أن تلك المرأة الوقورة الجادة القاسېة أحيانا والتي لم يجمعها بها يوما حديث شيق ولا علاقة متفهمه كعلاقة الأم مع ابنتها الآن تريد الاعتذار.
_هل سأظل أتحدث مع نفسي طوال الوقت!
قالتها فريال بنفاد صبر فتحمحمت نور قبل أن تقول بخفوت
_عذرا لم أقصد.
فريال بهدوء
_ لا عليك أرجو أن تعذريني فقد كنت متعبة وكنت أخرج ڠضبي بك فكما تعرفين أنا أكره العقاقير والأدوية ولا أحب الالتزام بتناولهم وتعليمات الطبيب أثارت ڠضبي.
ابتهج قلبها من كلمات أمها وتجاهلت صډمتها وحزنها في الأيام السابقة وقالت بلهفة ظمآن يتوق لبعض قطرات المياه كي تروي عطشه
_
لا عليك يا أمي المهم أنك بخير الآن.
فريال بلطف
_الفضل يرجع إليك وإلى اهتمامك بي طوال الأسبوع المنصرم.
لونت البهجة معالمها وتحدثت بلهفة
_لا لا لم أفعل شيء.
فريال بابتسامة لم تصل إلى عينيها
_دائما كعادتك حانية ومسالمة.
أنهت جملتها وهي تتابع ملامح نور حين تابعت بتخابث
_ولكن للأسف العالم مكان قاسې للغاية والبشر أصبحوا سيئين وأنا أخشى عليك كثيرا.
انطفئ شهب عينيها الدافئ وتبدلت ملامحها المبتهجة إلى أخرى يخيم عليها الحزن الذي تجلى في نبرتها حين قالت
_لم تقولين هذا الكلام!
سارت على نهج خطط له عقلها المسمۏم فقالت بتخابث
_واجبي كوني والدتك أن أنبهك أعلم أن العلاقة بيننا لم تكن وطيدة في السابق ولكن أنا أريد تعويض ما فاتنا.
لم تعرف بما تجيبها فقد خيم الحزن والحيرة على ملامحها ولكنها أومأت بالقبول فتابعت فريال تدق على الحديد وهو ساخن
_لم يتبق لي الكثير وأريد أن أصلح أخطائي وأترك لأولادي وخاصة أنت ذكريات جميلة حين أموت.
_لا تقولي هذا أرجوك أدامك الله فوق رؤوسنا.
هكذا اندفعت الكلمات من فم نور فابتسمت فريال وبدا الارتياح على ملامحها وهي تقول
_إذن هل نبدأ صفحة جديدة!
_بلى يا أمي فأنا أفتقدك كثيرا.
أشعلت كلماتها نيران الذنب بقلبها ولكنها سرعان ما نفضت عن قلبها ذلك الشعور وقالت بجمود
_ من الآن وصاعدا لن تفتقديني والآن لدينا أمرا هاما يجب أن نتحدث به.
انكمشت ملامحها بحيرة
متابعة القراءة