رواية كامله بقلم زينب مصطفى
المحتويات
على غضبه وهو يقول بصوت هادئ متوعد
اقعدي يا حبيبه..ثم صړخ بها فجأه بصوت غاضب
قلت اقعدي
لتجد نفسها تستجيب له وتجلس سريعا وهي تفرك يدها
عمر بلطف وهو يعطيها هاتف جديد من أحدث الاصدرات..
خدي ..ده موبيل جديد عليه خط جديد بإسمك انا منذلك عليه كل البرامج الي هتحتاجيها و طبعا عليه برنامج حمايه علشان محدش يقدر يخترقه ..
دي ارقامنا كلنا نادر وجدتي وارقام الفيلا والشغل...
ليشير الى احد الارقام
و ده رقمي الخاص بالطوارئ لو احتجتيني في اي وقت صبح او بليل هرد عليكي و هكون عندك بعدها بدقايق حتى لو مردتيش هعرف انك في مشكله وهكون برضه عندك
حبيبه ببرود
لاء انا مش هاخده..انا عاوزه الموبيل بتاعي..
عمر بتحدي بارد
كانت بتروح لناس تانيه اظن
انتي عرفاهم..
حبيبه بتوتر
خلاص يبقى تاخد تمنه والا مش هاخده
عمر بنفاذ صبر
خلاص اعملي الي انتي عاوزاه..بس الموبيل ده ميفارقش ايدك
ثم تابع بجديه
انتي دلوقتي عايشه لواحدك يعني الباب ميتفتحش الا لٱمن البرج حتى لو طالبه دليفري هما هيحسبوه ويطلعولك الطلب وبعدها ابقي حاسبيهم..مفهوم والا ده كمان فيه اعتراض..
مفهوم ..
ليرتفع صوت رنين جرس الباب فتمسكت حبيبه پخوف بطرف المقعد
وهي تقول بتوتر
ايه ده ..
وقف عمر وقال بهدوء وهو يتجه الى الباب
انتي خاېفه كده ليه دا جرس الباب
ثم فتح باب الشقه وتناول مجموعه كبيره من اكياس البقاله و بعض الوجبات الجاهزه
حبيبه بدهشه
دا ايه ومين الي جايب الحاجات دي كلها ..
جدتي بتقول.. ان دا خزين للبيت والتلاجه ..اما دول فوجبات من مطعمها المفضل
حبيبه بريبه
يعني ماما دولت هي الي اشترت الحاجات دي ..
عمر بتحدي مرح
ايوه ولو عاوزه تدفعي تمنهم هما كمان روحي ادفعيه ليها وشوفي هتعمل فيكي ايه..
ثم تابع بجديه
تعالي وانا هساعدك في رصهم ..
لاء اتفضل انت روح وانا هرصهم بنفسي
مط عمر شفتيه بمكر
كده يعني مش هتعزميني على الغدا في شقتك الجديده.. دا احنا بقينا بعد العصر وانا مكلتش اي حاجه من امبارح المغرب..اهون عليكي افضل
من غير اكل لحد دلوقتي
توترت حبيبه بشده وهي تستمع اليه وكادت تدعوه لتناول الطعام الا انها قالت ببرود لا تشعر به وهي تحارب مشاعرها التي شعرت بالقلق من اجله
تنهد عمر بمكر ..
كده ..طيب انا هضطر امشي واروح الشركه وهأجل الغدا لما ابقى اروح البيت بليل
حبيبه بحنق
انت حر..تاكل دلوقتي والا بعدين دي حاجه تخصك..
نظر لها عمر بلوم وهو يقول بهدوء
طيب اقفلي ورايا كويس.. ومتفتحيش الا لما تبصي من العين السحريه وتتأكدي من الي واقف على الباب
هزت حبيبه رأسها بضيق وموافقه وهي تغلق الباب من خلفه جيدا وهي تقول بضيق وتأنيب ضمير
ياكل والا مايكولش و انا مالي هو يعني صغير
ثم ذهبت للمطبخ تتأمل الاكياس الممتلئه عن اخرها بضيق ثم تنهدت بفروغ صبر وهي تسرع باخراج بعض الخبز واعداد بعض شطائر الجبن وزجاجة عصير بجانب احدى الوجبات الجاهزه وهي تقول بتبرير
دا بس علشان جدته متقولش عليا بخيله يعني تشتريلي كل ده وانا استخسر في حفيدها وجبه و كام سندوتش
ثم نظرت للشطائر تتأكد من جودتها وهي تضعهم بداخل كيس طعام برفقة الوجبه الجاهزه وتهرع الى الخارج وهي تحدث نفسها دون ان تدري
علشان لو الوجبه الجاهزه معجبتوش ياكل الساندوتشات وابقى كده عملت الي عليا ومحدش يقول عليا بخيله
ثم تابعت برجاء
بس يارب الحقه..
فتحت حبيبه الباب ونظرت الى الخارج بلهفه لتجد عمر يقف وهو مستند الى الحائط ويعقد زراعيه بانتظار
حبيبه بدهشه
انت واقف كده ليه..
عمر بلطف
مستني الغدا بتاعي
تنحنحت حبيبه باحراج واكتسى وجهها باللون الاحمر وهي تقول بصوت ضعيف..
انا..انا حضرتلك الاكل ده علشان ماما دولت متقولش عليا بخيله يعني متفكرش اني مهتمه بيك والا حاجه
تناول عمر منها الكيس وهو يقول بمرح
اكيد طبعا انا فاهم الكلام ده.. ومتقلقيش انا عارف انك مش مهتمه بيا خالص
ضغطت حبيبه على شفتها بغيظ وهي تتجه الى داخل شقتها الاان صوت عمر الجاد استوقفها
حبيبه ...
استدارت حبيبه بتساؤل اليه وهي تقف بباب الشقه وعلى وشك غلقه ..
فقال بحب
شكرا انك رجعتيلي الامل مره تانيه
حبيبه بدهشه
امل..امل ايه انا مش فاهمه
ابتسم عمر بحب
امل هيخليني احارببكل قوتي لحد ما اكسب اهم معركه في حياتي
نظرت حبيبه له بدهشه وهي تدخل وتغلق الباب من خلفها وهي لا تفهم معنى كلماته
في حين ابتسم هو بسعاده وهو يغادر وقد تجدد الامل لديه باسترجاعها وهو يهمس لنفسه باصرار
الصبر..الصبر ياعمر ..غلطتك ولازم تصلحها..
ثم قاد سيارته وعقله يعمل في كل الاتجاهات...
الفصل السادس عشر
سيد_القمر_الاسود
إنتهت حبيبه من تأمل غرف الشقه التي يظهر عليها وعلى مفروشاتها البزخ الشديد الا انها لم تشعر بالراحه وهي تعلم ان شريف هو من قام بشرائها واختيارها
فقررت وهي تضع جميع المشتريات التي ارسلتها لها جدة عمر في الثلاجه ان تغير اثاث وديكورات الشقه لأثاث اكثر راحه وان تمحي اي اثر يذكرها انها تعيش في منزل شريف وعلى اثاث اختاره هو بنفسه
لتتنهد براحه وهي تجهز وجبة طعام صغيره من الوجبات الجاهزه التي ارسلتها اليها جدة عمر ..
وتقول بتصميم ..
انا هبيع العفش ده وهفرشها على ذوقي وبالطريقه الي انا بحبها واظن العفش ده غالي وهقدر اشتري بتمنه كل الي انا عوزاه..
ثم جلست بملل الى طاولة الطعام في المطبخ وبدأت في محاولة تناول طعامها الا انها فشلت وهي تشعر بالصمت والسكون الذي يلف المكان حولها..
حبيبه پاختناق وهي تتأمل الطعام دون ان تشعر برغبه في تناوله على الرغم من انتصاف النهار دون ان تتناول اي شئ
جرى ايه يا حبيبه ما انتي طول عمرك عايشه لواحدك ..ايه الي جد يعني
ثم حاولت ان تترك الطاوله دون ان تأكل شئ الا انها تفاجأت بارتفاع رنين هاتفها..
في نفس التوقيت ..
جلس عمر في غرفة مكتبه الفخمه باحدى شركاته ..
يراقب حبيبه عن طريق هاتفه وبواسطة الكاميرات التي حرص على وضعها في اماكن متفرقه بالشقه
التي تقطن بها خوفآ عليها وحرصآ على سلامتها فبرغم وضعه اكثر من حارس امني مهمتهم الوحيده حمايتها
الا انه لم يستطع ان يتركها وحيده بمكان لا يستطيع رؤيتها او حمايتها فيه بنفسه
ليعقد حاجبيه پغضب وهو يراها تترك طعامها دون ان تمسه فتناول هاتفه ثم اتصل بها..
حبيبه پغضب
نعم ..ممكن اعرف انت بتتصل ليه دلوقتي انت مش لسه سايبني من اقل من ساعه..
عمر بمرح يحاول به امتصاص ڠضبها
طيب بس بالراحه عليا مش كده..انا قلت اتصل اشكرك قبل ما ابتدي اتغدا من الاكل الي حضرتيه ليا
جلست حبيبه مره اخرى الى طاولة الطعام وهي تقول بتبرم
العفو ..ها في حاجه تانيه
عمر وهو يتأملها في الهاتف بحنان
اتغديتي..
حبيبه بارتباك وقد تفاجأت من سؤاله
ايه..وانت بتسأل ليه اصلا احنا مش اتفقنا معدتش تتصل ولا ليك علاقه بيا
عمر بهدوء
ايوه اتفقنا على كده بس انا قلت نتغدى مع بعض بمناسبة الساندوتشات اللذيذه دي والي انتي محضرهالي بايديكي الحلوين
حبيبه بدهشه
نتغدى مع بعض ازاي يعني مش انت قلت انك رايح الشركه
عمر بمرح
انا فعلا في الشركه
متابعة القراءة