رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
والده معه
هتعيش طول عمرك وحيد أنت شبه جودة النعماني لكن بصورة أقسي.. ظالم زيه
وهل هي كانت بعيدة عن ما تصفه به إنه امرأة مستغله تعشق المال المال الذي باتوا يلحسون أقدامه يصمتون علي قراراته حتى لا يخرجهم من النعيم
قسوته هي التي صنعته ولن يضعف يوما لامرأة النساء لا يستحقون المال لا يستحقون إلا الأحتقار
اتجهت عيناه نحو المنزل الخالي الواسع الذي لا يوجد به إلا سواهم ..
ترجل من سيارته عائدا إليها فتوقفت عيناه علي جسدها وقد أسقطت المنشفة عنها حتى ترتدي ثيابها خرجت شهقتها بفزع وهي تراه يقف أمامها مجددا.. فاسرعت في التقاط ملابسها ترتديها بعجالة.. وقد تلاقت عيناها المتوتره بعينيه التي تحول الڠضب فيهما.. إلي عاصفة قوية من الرغبة
وجودك مش هينتهي من حياتي غير بمزاجي وزي ما اجبرتيني اتجوزك.. هجبرك علي العيشة معايا يا جنات
.........
وقفت بسمه تتلقي الأوامر من السيدة سعاد مع بضعة من خادمات أخريات قد تم طلبهم من مكتب التوظيف..
اليوم هو حفلة نجاح الحملة الدعائية والسيد جسار قرر الاحتفال مع موظفينه وشركاءه وبعضا من معارفه هتفت بهم السيدة سعاد بعدما القت اوامرها
انصرف الجميع ووقفت هي تنتظر سيرها لتسير خلفها فعملها سيكون بالمطبخ مع السيدة سعاد
عايزين نكون جاهزين قبل ميعاد الحفلة يا بسمه
حركت رأسها في صمت وهي تتبعها وقبل أن تدلف خلفها للمطبخ.. الټفت إليها
أطلعي حطي البدلة اللي هيلبسها البيه علي السرير واقفلي اوضته وهاتي مفتاحها..
أسرعت في وضع متعلقاته بعدما نفضت رأسها من أحلامها وفرت هاربه من مشاعرها.
تعثرت قدماها وسقطت أرضا فوق ذراعها تصرخ من الألم
لم ينتبه أحدا علي صړاخها فالجميع كان منشغل بمهامه
كل ده بتعملي اللي قولتلك عليه يلا بسرعة خلينا نشوف شغلنا
أنا محتاجه..
وقبل أن تخبرها إنها بحاجة لثلج تضعه فوق كدمة ذراعها كانت تناولها إحدى صواني الطهي الكبيرة
حطيها في الفرن وكملي بدالي الباقي.. لحد ما اروح اشوف بيعملوا إيه في الجنينه
فهذا هو عملها الذي تنال بسببه العيش في منزله والطعام الذي تحصل عليه وايضا المال الذي سيرفر لها حياة كريمه وتشتري منه ما تريده
انتهى اخيرا كل شئ وبدء الضيوف في الحضور حتى هو أتى منذ ساعة وصعد غرفته واتبعته السيدة سعاد حتى تخبره بأن كل شئ يسير علي أكمل وجه.
كانت تشعر بالقلق بأن تخرج لضيوفه ويتعرف عليها البعض ويعلمون بموضعها الحقيقي فما هي إلا خادمة في منزله
ولكن السيدة سعاد أعطت اوامرها للاخريات بأن يقوموا بمهمه الضيافة
اقتربت من شرفة المطبخ بملامح مرهقة تنظر لبعض الوافدين للحفل بملامح حزينه تراه يقف ويستقبل البعض بابتسامة واسعه جعلت قلبها الخائڼ يتوق لها اختفى عن عينيها فاطرقت رأسها بحزن...
وعادت تنشغل في الأشراف علي الوجبات والحلوي.. حتي اقتربت منها السيدة سعاد تهتف بها بملامح جامدة
جاسر بيه بيقولك إجهزي عشان الحفلة
الټفت نحو السيدة سعاد تشعر بالصدمة مما تطلبه منها فوجدت ملامحها ممتقعة وكأنها تلقت توبيخا للتو
أنا طيب ليه
الحفلة معموله علي شرفك يا بسمة
قالتها وابتعدت عنها تهتف بأمر
تعالي يلا ورايا يا بسمة مش ناقصه كلام من جسار بيه
والسيدة سعاد رغم كل قسۏتها التي تتعامل بها معها.. إلا إنها وقفت خلفها تتأمل جمالها البسيط في زينتها وثوبها الأنيق
طالعه جميلة يا بنتي..
تمتمت بها بحنان جعلت دموعها تتساقط وهي تتمنى أن تسألها لما أصبحت تعاملها بهذا الجفاء
ابتعدت عنها السيدة سعاد وانسحبت من الغرفة.. فوقفت تمسح دموعها قبل أن تلتقط أنفاسها وتمسد فوق ذراعها لعلا الألم يهدء قليلا
وعلي بضعة خطوات وقفت تنظر للجميع بتوتر .. ف السيدة سعاد دفعتها نحوهم وانصرفت قبل أن يراها أحدا
ألتف نحوها بعدما شعر بنظرات البعض نحو فردا ما فعلقت عيناه بها بنظرات طويلة.. اقترب منها دون أن تحيد عيناه عنها وكلما كان يقترب كانت تشعر بأن قدميها تتراجع رهبة وخوفا
وهناك شيئا خفيا كان يتغير هذه الليلة.
..........
تلاقت عيناها الشاردتين بشقيقها الذي عاد من سفرته اليوم هذا الصباح وقد اقترب منها يضمها إليه
ميادة حاولي تنسى يا حببتي.. أنت كده هتحتاجي لدكتوره نفسية
نفت برأسها فحركت له ملك رأسها حتى يتوقف عن حديثه.. نهضت من مكان جلوسها وظنوا إنها ستعود لغرفتها ولكنها فاجأتهم بذهابها نحو المطبخ..
رسلان ارجوك بلاش تمشي ورا كلام طنط كاميليا ميادة هترجع احسن من الأول
تنهد بأرهاق وقد بدء جفنيه يثقلان من شدة حاجته للنوم
مين فينا اللي المفروض يعاقب يا ملك
حركت رأسها في يأس تنظر نحو ناهد التي اخدت تحمل احد الصغار وتتجه به نحو غرفتهم لتضعه جوار شقيقه الأخر
مافيش أكبر عقاپ علي الإنسان غير لومه لنفسه وإحساسه بالذنب يا رسلان
اقترب منها وقد تجاهل حديثها بعدما رمق خالته وقد ابتعدت عنهم
ملك هانم الفليسوفه مش هندخل أوضتنا بقى
توردت وجنتاها واتحاشت النظر إليه.. بعدما فهمت مغزى كلماته فارتفع صوت ضحكاته
لا مټخافيش النهارده أنا بقولك اطمني ويمكن لأسبوع قدام.. شكلي هتجوزك فعليا في الأخرة يا ملك هانم
انتبهت علي عبارته التي جعلتها تنظر إليه متسائله
أنت هتسافر تاني
فدلك عنقه بأرهاق وهو يجد شقيقته تقترب منهم مجددا تحمل أكواب العصير وقد علقت عيناهم بها..
وضعت الأكواب أمامهم والتقطت كوبها وجلست شاردة تتابع ما تشاهده في التلفاز بذهن شارد
إحتمال كبير أسافر أسوان بدل زميل ليا
تنهدت بضجر فضحك علي تذمرها يهمس لها بعدما التقط كأس العصير لها و له
اللي يشوفك يقول متقدريش تستغني عني
رسلان
طالعها بنظرات عابسه وقد أرتشف من كأس العصير
رسلان محتاج ينام وهيشرب العصير وينسحب من السهرة الجميلة
وضع الكوب بعدما أرتشف منه نصفه واتجه نحو شقيقته يقبل رأسها بحنان
خليكي متأكده إن مهما ڠضبت منك هكون في ضهرك
انسحب من الجلسة فعلقت عينين ملك بصديقتها واقتربت منها تجاورها.. تقص عليها تفاصيل الفيلم
طالعتها ميادة وهي ترتشف كأس العصير ببطئ حتى انتهت من شرب الكأس بأكمله
ميادة هي الدنيا حار ولا أنا بيتهيألي
ولكن ميادة كانت جالسة في صمت.. لا تمنحها أي جواب..
أصبحت الحرارة تحتل جسدها وافكارا تطرق عقلها لا تصدق إنها تفكر بها
أسرعت في إنتشال حالها من جوارها واتجهت نحو غرفتها.. حتى تنعم بحمام بارد
اغلقت باب الغرفة تلهث أنفاسها وقد تسارعت دقات قلبها وهي تظن أن رسلان قد غفا.. ولكن عيناها وقعت عليه وهو يخرج من المرحاض يجفف عنقه
هو عصير الفراوله ده في حاجة غريبة
والسؤال لم يكن له جواب منها فالجواب كان يأخذه من نظراتها وقد وقع في نفس الشرك ثانية ولكن ليست هي من فعلت
ملك
هتف بها معترضا فهو يريد أن يجعل ليلتهم الأولى مميزة
ملك خلينا نقضي اول ليلة لينا في شهر العسل.. حببتي أنا
متابعة القراءة