رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


بابا كان عايش كان حماني من شره
اخذت السيدة سعاد تقلب حديثها بعقلها ولم تنطق بشئ بل ظلت مستمعه فهناك سبب يخفيه رب عملها سبب مجهول دفعه ليتخذ أمر الزواج بتلك الطريقة
 جسار بيه عارف كويس إني مش مناسبه ليه وزي ما بيذلني بمعروفه.. هيبصلي بندم إنه اتجوزني ويمكن بعدين يعايرني بفضله
 وليه متوافقيش يا بسمه ما دام الجواز صوري ومؤقت

توقفت بسمه عن سكب كل ما اعتلى فؤادها وقد أدهشها حديث السيدة سعاد ونظراتها التي ما زالت تحمل الحيرة
 اسمعيني يا بسمه
واقتربت منها السيدة سعاد تجاورها فوق فراشها الصغير تلتقط كفيها
 جوازتك من عنتر.. الله اعلم نهايتها إيه ويخوفي يعمل فيك زي رجاله كتير.. اول ما تخلص حاجتهم من الست يرموها وأنت يا بنت مالكيش حد وممكن تطلعي من الجوازه بعيل
اطرقت بسمه رأسها وهي تتخيل حالها بطفل يعيش مأساتها غير أن سميرة حامل بطفل منه وهي أكثر من يعلم بعلاقتهم
 متزعليش من كلامي يا بنت لكن كل حاجه وارده في الحياه.. وعشان كده بقولك أسعى ورا أحلامك
وبنظرة لامعه واحلام تمنت السيدة سعاد يوما تحقيقها
 أدخلي الجامعه واتخرجي بشهادتك اعملي مشروعك الصغير.. أنجحي أسعي إنك تكوني ست قوية ست مبتحتاجش لحد اعتبري جوازك من السيد جسار مجرد محطه
مسحت بسمه دموعها تنظر لعينين السيده سعاد
 لكن يا داده..
 أنت بتحبي السيد جسار يا بسمه
قطعت السيده سعاد حديثها بعدما عادت بعض الأفكار تقتحمها
 أوعي يا بنت قلبك يضعف أنت الوحيده اللي هتتعذبي..
 لا لا..أحبه إزاي يا داده وأنا عايزه امشي من هنا بأي طريقة
ابتسمت السيدة براحه فهي لا تريدها أن تبني أمال زائفة.. وضعتها هي يوما مع والد جسار الرجل الأرمل الذي ظنت لطفه معها حب وفي النهاية تزوج السيده فاطمه رحمها الله وكانت فتاة جامعيه ذو شخصية قوية ومتحدثة لبقة وجميلة المظهر
 يبقى وافقي يا بنت وعيشي مرتاحه البال حتى لو لفترة من حياتك واعتبري الجوازة كأنها محصلتش
وبمرارة كانت تحرك رأسها لأسفل توافق على حديث السيدة سعاد ټقتل داخلها أي أمل كان يقودها يوما لتحلم بهذا الرجل
وحينا صار الحلم حقيقة اخبرها القلب ألا تحلم
...........
توسدت صدره بأنفاس لاهثة ترخي جفونها بأرهاق لذيذ 
شعرت بيده تتحرك فوق خصلات شعرها فزادتها حركته راحة واطمئنانا أسقطتها في غفوة قصيرة.
طالع ملامحها الفاتنه فرغم سنوات عمرها الخامسة والأربعون التي تتحدث عنها دوما إلا إنه لا يراها إلا فتاة في منتصف العشرون
فتاة بتول تفتحت أزهارها على يديه
إنها بالفعل تجعله متخم معها بكل شئ لقد أصبح يرى النساء فيها لا يتخيل حياته دونها 
وابتسامة متلذذة داعبت شفتيه وقد أخذ شريط الساعات الماضية يسير أمامه فيزيده توق فتلك الليلة هي أجمل لياليهم معا فلم يكن هو المبادر بمارسة الحب إنما كانت هي من تدفعه وتجذبه إليها 
وأبتسامة عابثة هذه المرة ارتسمت فوق ملامحه بعدما عادت بعض اللقطات تقتحمه ومع تحركها فوق صدره ثم تحسسها موضع نومها وكأنها تظن حالها تحتضن وسادتها زادته توق وعادت رغبته توقد من جديد
 أمير
وبنعاس اخذت تفتح عينيها تنظر إليه بنظراتها الناعسة.. نظرات بعيدة عن نظرات الجمود والجدية التي عاهدها في أجتماعات الشراكة
 تعرفي إنك أجمل ست شافتها عينيا
إنه يأخذها لشعور يسرق أنفاسها شعورا يخبرها إنها أمرأة بل صبية صغيرة ټخطفها الكلمات والهمسات.
أنفاسه القوية داعبتها بقوة فجعلت توقها إليه يعود ثانية.
 إزاي قدرتي تخليني أحبك كده يا خديجة
 أوعى تبعد عني يا أمير أوعدني تفضل تحبني كده حتى لو أنفصالنا
ابتعد عنها بعدما عادت لنفس الحديث الذي تنتهي به كل علاقة بينهم حاول النهوض عنها يزفر أنفاسه وقد احتل الڠضب قسماته
 رجعنا لنفس النقطه يا خديجة
ولكن يدها كانت الأسرع تجتذبه إليها نادمه هامسه
 مهما أقولك متبعدش عني كل اللي بيحصلي ڠصب عني.. حاول تستحملني يا حبيبي أنا عيشت سنين طويله وأنا لوحدي عمري ما كنت افتكر إني هعيش اللي بعيشه معاك دلوقتي
حبيبها خديجة تخبره بحبها تخبره إنها لم تعد تستطيع العيش دونه ولم تكن تعيش من قبل
عانقت عيناه عينيها فابتسمت وهي تراه يعود إليها.. وفي صمت كان يفتح لها ذراعيه لتنظر إليه بتيه وضياع لا تفهم إشارته فحرك رأسه يخبرها أن ما فهمته صحيح حضنه هو مكانها الوحيد
لبت 
 مهما هتعملي هكون متفهم يا خديجة و مهما باخد قرارت بتراجع فيها لأني للأسف مقدرش أعيش من غيرك
سقطت دموعها وقد رفرف قلبها من أثر كلماته ولكن سرعان ما كانت تتمالك حالها تبتعد عنه تمازحه
 للأسف قصدك إيه يا أستاذ
تراقص حاجبيه لا يصدق مزاحها البعيد عن شخصيتها
 اوه خديجه النجار بتمسك في الكلام زي أي ست
اتسعت حدقتيها في ذهول مصطنع تسأله عابسه
 قصدك إني مش ست
 وكمان بنتقمص لا ده الموضوع بقى خطېر
زمت شفتيها تشيح عيناها عنه حتى لا تفلت ضحكتها
 أنا شكلي فعلا هتقمص منك
احكمت الغطاء عليها حتى تتمكن من النهوض. 
وشهقة قصيرة خرجت منها تنظر إليه بعدما ألقاها ثانية فوق الفراش.
 طيب خليني أصالحك لتقولي عليا زوج مقصر
........
 مدام ألفت قولي اللي عايزه تقوليه أنت عارفه مكانتك عندي
ابتسمت السيدة ألفت تربت فوق كفها 
 معدنك يا فتون من المعادن الاصيله اللي مبتتغيرش
اطرقت فتون رأسها تخبرها بحزن 
 عمري ما هنسي أصلي يا مدام ألفت ولا حتى الناس
 الناس يا بنت مبيحبوش يشوفوا غير اللي هما عايزينه
علقت عيناها بعينين السيدة ألفت التي أسرعت في التبسم إليها بعد إلقاء عبارتها
 أنا واخده دور المتفرج يا بنت بقالي مدة وشيفاكي رغم محاولاتك إلا إنك ضايعه.. وعذراكي يا بنت عيشتي حاجات كتير من عمرك في سن صغير.. سن غيرك من البنات كانوا لسا فيه بضفايرهم
دمعت عيناها رغما عنها تتذكر ضفائرها وفستانها الطفولي وقد خلعت عنها كل هذا لترتدي ثوب المرأة
 أنا مبقتش عارفه نفسي يا مدام ألفت
طالعتها السيدة ألفت بتفهم تمد كفها تمسح فوق وجنتها بأمومه
 عارفه يا بنت إنك تايهه والحياة الجديده كبيره عليك.. يمكن سليم بيه غلط لما سابك تندمجي في حاجات كتير فاكر إنك هتنضجي مرة واحده لكن برضوه يا بنت الغلط من عندك أنت
علقت عينين فتون بها فاستطردت السيدة ألفت
 لازم تعرفي تخدي قراراتك كويس يا فتون اعملي فتون اللي أنت عايزاها مش الناس عايزاها.. سليم بيه راجل متفهم لو اتكلمتي معاه هتلاقيه في ضهرك واوعي تخليهم يأثروا عليك ويهزوا صورتك في نفسك حتى لو كانت الست عبلة والدتك
ارتسم الألم فوق ملامحها فكم تمنت أن تتلقى النصح من والدتها
 ربنا جعل رزقك يا بنت في زوج حنين زي سليم بيه أمسك فيه جامد يا بنت ومتسمحيش لحد يقلل منك.. هو مختاركيش وحياتك القديمة مجهوله بالنسباله بالعكس هو كان عارف وعايش تفاصيل حياتك مع حسن
وعند ذكر اسم من كان سبب في حياتها البائسة وما نتج عنها من ضعف شخصية شحبت ملامحها
 أنسي أي حاجة كانت في الماضي ملهاش لازمه يا بنت اتعلمي تكوني قوية ومتتنزليش عن حقك ما دام مبتجيش على حق حد
نهضت السيدة ألفت وفضلت أن تحتفظ بذلك الحديث الذي استمعته بالصدفة بين شهيرة وتلك المدعوه ب دينا
اغمضت فتون عيناها بأرهاق ثم التقطت هاتفها تنظر للوقت وعلى ما يبدو أن سليم مازال غاضب منها
هاتفته ولكن
 

تم نسخ الرابط