رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


شخصية جديدة معاكي يا جنات..لكن لو استمريتي في اسلوبك اللي كله عناد وتهور.. أنت الوحيدة هتكوني خسرانه وخلي نسخة كاظم القديمة بقى تعجبك
ورغما عنها كانت تنفرج شفتيها بضحكة قوية.. يبهرها في البداية بحديثه الذي يدهشها ثم يضيع كل شئ
اتسعت ابتسامته ورنين الهاتف مازال مستمر تعلقت عيناها به فتمتم بحنان صار يتغول داخله

نسيتي هدفك السامي في مشكله فتون
اتسعت عيناها لوهلة تستوعب رنين الهاتف 
فتون.. التليفون.. يا نهار..
دفعته عنها تلتف بجسدها نحو الفراش تلتقط الهاتف تستمع لصوت السيدة صباح المعاتب 
فتون في شقتك بتعمل إيه يا جنات.. كده يا جنات بدل ما تعقليها تخليها تسيب بيت جوزها
.... 
توقف بسيارته على سفح جبل المقطم يحدق ببقعة الضوء بملامح خلا منها كل شئ. 
ترجل من سيارته يستند على مقدمتها يغمض عيناه لعلا تلك المشاهد تغادر عقله.. حتى لو لم تكن هي.. فهو لا يصدق أن هذا الرجل كان يعاشرها وكأنها حيوان..
ڼار حړقت فؤاده وكل
شئ صار يتضح إليه.. نفورها من حديثه الجرئ معها رغباته في ارتدائها ما يراه يحبه عليها.. ت
ارتجف جفنيه والتف بجسده يطرق فوق سطح سيارته بقوة ثم رويدا رويدا بدأت أنفاسه تهدء..
غادر المكان فتعالا رنين هاتفه بنغمة الرسائل.. ينظر لمحتوى الرسالة 
فتون مرجعتش لأهلها يا سليم فتون عندي.. اظن فهمت دلوقتي هي محتاجه إيه
القت جنات بهاتفها جانبا وعادت لفتون المڼهارة بالبكاء 
اتخلى عني بسهولة يا جنات
جاورتها جنات تلتقط كفيها 
هو متخلاش عنك يا فتون.. هو سابلك القرار..عشان متفضليش طول عمرك حاسه إنك مجبرة تعيشي حياة مش عايزاها
أنا كنت محتاجه ميسبنيش.. هو وعدني عمره ما هيتخلى عني 
ابتسمت جنات رغما عنها 
يا فتون أنت محتاجة فعلا تختاري
دمعت عيناها فالحيرة ټقتلها.. أتريد فتون بدون سليم.. أم هي ستظل ناقصة طيلة عمرها من دونه 
صدقيني يا فتون.. أنت محتاجه تعرفي عايزه إيه لأن خلاص مصير حياتك مبقاش ليكي لوحدك في طفل يا فتون.. طفل مش هتتمني ليه يعيش مصير مشابه لحياتك مع أم مش عارفه تاخد لحياتها قرار
 أنا مهما حاولت مبتغيرش يا جنات
تعلقت عيناها بكف جنات الموضوع فوق كفيها 
سليم النجار حررك من قبضته.. سابلك الفرصة تختاري بنفسك
بمرارة وخوف تمتمت تخشى أن تكون مثل شهيرة 
ابني هياخده مني زي ما اخد خديجة من شهيرة
وجنات بصعوبة كانت تخفي ابتسامتها فلو ابتسمت ستصدح ضحكاتها عاليا فهل سيتركها سليم النجار تبتعد عنه.. 
وكلمات كاظم تصدح داخله أذنيها
سليم النجار بيحب صاحبتك رغم ضعفها لانه مش عايزها ست قوية يا جنات.. هو حابب دور الأب معاها.. الأفضل تسيبوها تكون على طبيعتها.. لولا ضعف بعض البشر.. كانت الحياة بقت غابة مليانه وحوش مفترسة.. ده حتى في الغابات لازم يكون في حيوانات أليفه
.....
تعلقت عيناها بهاتفها تزيل عن عينيها نظارتها الطبية تنظر نحو رقمه.. شئ يهتف داخلها لتحادثه وشئ أخر يمنعها.
عاد رنين هاتفها يتعالا ودون شعور ضغطت على زر الإجابة
مش معقول يا ميادة.. حقيقي مش معقول تكوني زعلتي مني عشان شكيت في صاحبتك إنها سړقت كام جهاز من أوضة الصيانة
احتقنت ملامح ميادة فهو مازال يخبرها أن بسمة من سړقة اجهزة الكمبيوتر لأنها قضت داخل هذه الغرفة يومين
 برضوه بتتهم بسمه
مش بتهمها.. أنا كانت حاططها بس في دايرة الإتهام لأنها اختفت فجأة
قولتلك يا حسام.. اختفاء بسمه لظروف.. وبسمة مختفتش ولا حاجة.. وعلى فكرة بكرة هتتكسف اوي من نفسك لما تشوف جوزها.. أصله صديق لاخوك يا بشمهندس
ضاقت عينين حسام في حيرة وقبل أن يهتف ويخبرها إنه لم يتصل إلا لمراضاتها وليس لأن يتحدث عن أمر الأجهزة المسروقة..
اغلقت ميادة الهاتف فعلقت عيناه بهاتفه مذهولا من فعلتها.
أعاد الاتصال لمرات إلى أن ضجر بعدما اغلقت الهاتف تماما وسرعان ما كان يقذف بهاتفه فوق الفراش حانقا منها ومن نفسه
كفايه بقى.. أنا غلطان إني بتنازل كتير.. الكل شايف حبي ليكي وأنت عامية
....
اغمض ماهر عيناه لعله يهرب من ذلك الضجيج الذي ظن أنه غادره منذ زمن. 
لقد عاد كل شئ مع عودته للبلاد عاد لينتقم ويثأر لكرامة سلبت ذات يوم ولكن ها هو يعود لنفس النقطة. 
زفر أنفاسه بقوة فسنوات عديدة مضت وهو مازال كما هو.
بسخرية ارتفعت زواية شفتيه لقد غادره الشباب وهو أبله كحال قلبه.. فأين الأنتقام الذي عاد من أجله.
أمتلك النصيب الأكبر من الشركة صار قصر الأسيوطي ملكه.. كسر أنف ذلك المتعجرف حامد.. تزوجها إجبارا بعدما أراها مستقبلها القادم وهى مشردة خالية الأيد من كل شئ حتى إحترام الناس.
فتح عيناه يستمع لطرقعة كعب حذائها الذي شق سكون المكان عيناه تعلقت بخطواتها التي جاهدت في إظهارها كما هى شهيرة الأسيوطي المرأة التي لا يؤثر بها شئ.
ببطء تقدمت منه تخفي عن عينيه الثاقبة لخطواتها حقيقة صارت روحها تعريها لها قوتها صارت تتلاشى مع الزمن.. منذ أن اختارت أن تحب رجلا يصغرها بأعوام ورغبت أن تنجب منه طفلا رغم اتفاقهم وقناعتهم إنها ليست علاقة دائمة.
جلت حنجرتها تنظر إليه بنظرة لم يظن يوما إنها ستحتل مقلتيها 
كل حاجة نملكها بقت ملكك.. ماظنش في إنتصار أكبر من كده..
توقفت عن الحديث تنظر نحوه لا تصدق إنها نطقت بحقيقة خسارتها لأملاك عائلتها رغم محاولاتها لإعادة كل شئ
حتى أنا بقيت ملكك دلوقتي يا ماهر.. لكن
ازدردت لعابها تتحاشا النظر إليه لقد وقعت في نفس الخطأ.. تطلقت من سليم حتى تنال منصب حامد بعدما وضع إستمرارها في زيجتها منه أمام إدارتها لأعمال العائلة بأكملها.. وها هى من أجل ما ضحت تضحي مرة أخرى بخسارة أشد
وقبل أن تضيف ببقية حديثها نهض عن مقعده مقتربا منها يرمقها بنظرات خاوية 
لكن إيه يا بنت الباشا.. اقولك بقيتي ملكي ليه ونزلتي من برجك العالي.. عشان الفلوس عشان شهيرة الأسيوطي شايفه ديما نفسها ست مميزة.. فجأة هتكون ولا حاجه..
تجمدت ملامحها تنظر إلى قسمات ملامحه المتجهة
يبقى لازم شهيرة الأسيوطي تقبل بالعروض المغرية.. ومتفكرش غير في اسمها واسم العيلة العريقة
تمتم بها ساخرا عائلة عريقة بأعمال غير مشروعة.. يالها من عراقه عاشوا بها سنين طويلة يتفاخرون بها بين أقوام طبقتهم
بكره الكل هيكون عرف بجوازنا للأسف مبعرفش اوفي بوعودي لناس بتفكر بس في المصلحة..
صعقتها عبارته عن أي زيجة سيعلم بها الناس.. رغم شرعيتها إلا إنها لا تريدها معلنة 
أنت بتقول إيه.. مش ده اللي اتفقنا عليه.. مينفعش حد يعرف.. سليم لو عرف هياخد خديجة مني
التمعت عيناه بالحقد اتذكر اسم غريمه له.. ألا يكفيه إنه وحده من نالها.. ولو أشار إليها بالعودة إليه ستهلث خلفه

سليم... سليم كل خۏفك من سليم ونظرته ليكي.. سليم اللي رماكي واتجوز مرات السواق اتجوز خدامته 
...
اغمض مسعد عيناه بعدما انسابت المياة الباردة فوق جسده ينظر نحو كفوفه حيث كانت منذ ساعتين تلتف حول عنق حامد. 
ابتسم بأنتشاء
 

تم نسخ الرابط