رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
رجفتها تنظر إليه وهي تحرك رأسها
ألتف بجسده منصرفا ولكنه توقف
فلوسك يا بيه
عاد يطالعها بنظرة فاحصة فمنذ متى والخدم يرفضون المال
سليم بيه بيديني مرتبي
أعطته المال الذي باتت تكرهه... ضاعت أحلامها من أجل المال فكيف كان سيتحمل والدها نفقات تعليمها ولديها من الأخوه سابعة غيرها.. تزوجت حسن حتى يخف الحمل قليلا ففي النهاية الفتاة ليس لها إلا بيت زوجها كما كانت تحفظ ..جعلها حسن خادمة يبرر لها عملها الذي أجبرت عليه فالحياة صعبها والزوجة لا بد أن تعاون زوجها.. فماذا صنع المال لها
أنصرف أخيرا بعدما ألقى عليها بعض الأوامر.. أنهت إعداد الشربة التي فاحت رائحتها وأقتربت من غرفته تطرق بابها ولكنه لم يجيب عليها.. خطت للداخل بعدما أمرها بضعف أن تدلف
الشربة يا بيه زي ما حازم بيه قالي
شكرا يافتون مش جعان..تقدري تروحي
أنا كويس مش محتاج حاجة
ولكن أعتراضه كان واهيا كحال جسده.. ولم يكن إلا بحاجة لأحد جواره
...........
دار حول نفسه بعدما وصلته رسالة شقيقته عبر أحد الأشخاص.. لعڼ نفسه وغباءه انه ترك هاتفه في الفندق الذي قضى فيه ليلته الأولى في العاصمة قبل أن ينتشر الفريق الطبي بباقية الدولة.. أراد أن يرح عقله قليلا الذي أنهكه في الأيام الماضية وينتبه لعمله حيث يتطلب منه كامل تركيزه
كمال انا عايز تذكرة طيارة تكون الليلادي
صعب يارسلان
حاول تتصرف يا كمال
..........
وقفت أمام مرآتها تنظر لملامح وجهها الباهتة.. عيناها قد ذبلة من شدة البكاء.. ناهد تضع حبها كأم مقابل مقابلتها لذلك العريس الذي لولا الظروف التي حدثت له لكان قد أتى ولكنه سيأتي حتما فلا مفر من الأمر
خرجت من غرفتها التي أصبحت معتكفة بها أغلب وقتها.. شجعت نفسها للمرة الأخيرة قبل أن تقترب من والدتها حيث كانت جالسة تتابع أحد البرامج
ماما ممكن نتكلم شوية
قالتها بأبتسامة زادتها شجاعة.. فجلست جوارها تفرك يداها
فرحيني وقوليلي أنك مقتنعة بالعريس...عايزه أفرح بيكي عشان أفوق لأختك وموضوعها مع رسلان
بس رسلان عمره ما حب مها
تجمدت عينين ناهد من تلك الحقيقة التي ليست مقتنعة بها
مين قال كده..أنت شكلك يا ملك مش عايزه لأختك السعادة
لكن رسلان..
قاومت تراجعها... ولكن ناهد كانت لا تريد إلا سماع ما ترغب
ملك لازم تعرفي أن سعادتي في جواز رسلان من مها ولازم تساعدي أختك.. ولا أنت مبتحبهاش.. ردي عليا
الغصة استحكمت حلقها..قاومت دموعها تحرك رأسها يمينا ويسارا فكيف لا تحب مها إنها شقيقتها الصغرى
يبقي مدام بتحبي أختك تسعي معايا أننا نجوزها لرسلان سمعاني
قوة الألم كانت مهلكة تشعر وكأن حبلا يلتف حول عنقها..تتسأل داخلها ماذا فعلت في تلك الحياة حتى يكون نصيبها من الألم هذا
..............
أتسعت عيناها إنبهارا تنظر نحو تلك السيدة الأنيقة التي تقف أمامها... لم تمهلها تلك الضيفة الحسناء لحظة تسألها عن هويتها بل سارت للداخل
فين سليم
نقوله مين ياهانم
ألتفت إليها تلك الجميلة تتأملها متفحصة هيئتها
هي ألفت فين... أنت خدامة هنا
مدام ألفت مشيت وأنا هنا مكانها.. نقول للبيه مين يا..
لم تنتظر سماع المزيد وأندفعت نحو غرفته تهتف بأسمه
سليم.. أيه ده مالك ياحبيبي
تعلقت عيناها بالأدوية التي تجاور فراشه وتلك المنشفة المبتلة على جبهته
جيتي أمتي من السفر
أحتضنته قلقا
أنت كويس.. أطلبلك دكتور
يا بيه.. الهانم هي
روحي أنتي المطبخ يافتون.. أنا بقيت كويس خلاص
تعلقت عيناها بهم.. لقد أصرفها دون أن يطالعها أو يسمعها فيبدو كما ترى أن الضيفة الحسناء غالية بشدة علي قلبه
أنسحبت من الغرفة بعدما أطالت النظر إليهم.. وعادت للمطبخ فهذا هو مكانها حقيقة أضحت تحفظها
.............
نظر لهاتفه بضيق... بعدما أجمع حاجته من الفندق.. الرسالة التي بات يكرهها بل وكره الهواتف بسببها
برضوه يا ملك تليفونك مقفول
ألتقط حقيبته مغادرا ... يتوعد لشقيقته ويتوعد لتلك التي كانت سبب في غضبه عليها
.............
تجمدت عيناها نحو المشهد وقد اهتزت يداها بطبق الحساء الساخن
المرأة الحسناء التي شبهتها بذلك الوصف منذ أن وقعت عيناها عليها تميل نحوه تعدل له وسادته وقد تحررت من معطفها وتلك الرابطة التي كانت تلفها حول عنقها ... جسدها الفاتن أصبح واضح أمام نظرات عينيها المذهولة فبدت إليها كعارضات الأزياء ونجمات السينما
اتسعت حدقتاها والتمعت عيناها صدمة.. إنها تقبله على جبينه الذي كانت منذ ساعات تضع عليه الكمادات الباردة بيدين مرتعشة بعد أن نصح الطبيب بهذا
الحرارة نزلت.. أنت متأكد أنك كويس يا حبيبي
حبيبي الكلمة اخترقت أذناها فأخذت ترددها على لسانها لمرات حبيبها الفاتنة حبيبة السيد سليم
أنتبه أخيرا لها بعدما تمكن من رؤيتها ووقفتها العجيبة يصوب عيناه نحو يديها المرتجفة وعيناها الزائغة
فتون مالك واقفة كده عندك
الفصل السادس عشر
_ بقلم سهام صادق
وهل يسألها لما تقف هكذا.. إنها تقف لترى حياة أناس كانت بعيدة عن خيالها أن تحيا داخلها يوما
كرر سؤاله للمرة الثانية ولحظها أنها قد فاقت من شرودها اللعېن.. تنظر إليهم وسرعان ما أطرقت عيناها نحو ما تحمله
جيبالك الشربة يا بيه.. أنا سخنتها زي ما الهانم طلبت مني
أقتربت منها تلك الضيفة الحسناء تحمل منها الطبق تؤكد على كلامها
أيوة يا سليم ما ينفعش تفضل كده من غير أكل..روحي شوفي شغلك أنت ولو احتاجنا حاجة هناديكي
وقطبت حاجبيها تعود النظر إليها تحاول تذكر أسمها الذي أعجبها
يا...
أسرعت في إجابتها قبل أن تغادر عائدة للمطبخ
فتون يا هانم
أعتدل سليم في رقدته يبحث عن هاتفه حتى يرى الوقت.. فاڼصدم إنها مازالت في خدمتها رغم أن ميعاد عملها قد أنتهي
المفروض كنتي روحتي من ساعتين .. وفين حسن أزاي مقلقش عليكي ولا جيه ياخدك
أنت كنت تعبان يا بيه.. ومينفعش أسيبك
رمقها حانقا من تصرفها.. الساعة اقتربت من الحادية عشرة وهي مازالت تخدمه.. حاول الاتصال برقم حسن حتى يأتي لأخذها.. فامتقعت ملامحه وهو ينظر إليها
حسن مبيردش
سليم الشربة هتبرد.. أشربها الأول وبعدين نشوف موضوع حسن السواق
توقفت عيناها نحوها السيدة الجميلة التي تطعم رب عملها باهتمام.. فيرتشف معلقة الشربة منها مستاء
ديدة أنا بعرف أشرب لوحدي الشربة مش طفل قدامك
فتون أستنى في المطبخ ومتروحيش قبل ما حسن يجي ياخدك من هنا
سليم أشرب بقى.. وبطل دلع
التقطت بعينيها الواسعتين تلك اللقطات كما التقطت أذناها الاسم.. ولم تعد بعد ذلك مرئية بينهم
الحسناء تضحك ورب عملها يتذمر من أفعالها ولكن في النهاية ينفذ أوامرها
شعرت بالحرج من وقوفها الذي طال فانسحبت في صمت عائدة للمطبخ تجمع حاجتها لتنصرف فحسن لن يتذكرها ويأتي لأخذها وقد أقترب الوقت من منتصف الليل
توقفت عند باب الشقة تنظر خلفها.. إلى أن حسمت قرارها.. ستذهب لغرفته حتى تخبره بانصرافها وهل يحتاج
متابعة القراءة