رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


وذكريات هذا اليوم تعود إليه..
ابنك عايز يتجوز مين يا كامل ابنك إظاهر حصل لعقله حاجه.. من أمتى الخدامين بيبصوا على اسيادهم.. شكلك معرفتش تربي
ورقك اترفض للأسف.. ومكان تعينك اخده واحد تاني.. شوف أنت زعلت مين وحب يقرص ودنك
ليه يا بني عملت في نفسك كده..
والده يسأله في عجز وهو واقف لا يصدق أن كل ما صار له ولعائلته لأنه افصح عن حبه

يا حسرة قلبي عليك يا بني.. يعني خلاص حلمك في التعين ضاع.. مش هتكون زي ما حلمت 
ووالدته تصيح بقلب مكلوم على وحيدها من عاشت الحلم معه.. وانكبت فوق مكينة الخياطة لكي توفر له ثمن الكتب والملازم حت يرتدي كما يرتدي زملائه.
عاد يحدق بها فكيف له أن ينسى ما فعلوه به كيف ينسى قهر والديه وقله حيلتهم كيف له أن ينسى
لقائه الاخير بها..
رفضته مستهزئه بحبه.. هى تستلطفه لكن أن تحبه كيف
نظراته صارت جامدة كحال ملامحه وهو يراها تحاول لملمة أطراف ثوبها الذي بات ممزق من أعلى تلعنه وټلعن شقيقها.
شهقة خرجت عن شفتيها في فزع بعدما عاد ليجذبها إليه يقبض فوق ذراعها بقوة وكأنه يظنها مازالت شابه صغيرة ستتحمل رعونته 
أنت مچنون سيب دراعي يا ماهر.. لو فاكر إني هكون ليك جارية يبقى بتحلم.. أنا هفضل طول عمري شهيرة الأسيوطي 
الأسيوطي لم يكره بحياته مثلما كره هذه العائلة عائله ثرائها لم يكن إلا باعمالهم الغير مشروعة
لم يعد يرى أمامه شئ فقط يسمع صوتها الذي اقتحمه مع صراع الماضي
اشتعلت عيناه بنيران الڠضب يهمس لها بصوت أشبه بالفحيح
شهيرة الأسيوطي خلاص انتهت... لا عيله ولا فلوس ولا حتى جمال .. أنت هنا مجرد لا شئ.. أنا حتى قرفت وأنا بلمسك.. هعوز إيه من واحده مبقتش تصلح
اختفت النيران المشتعله في عينيه وهو يرى تأثير حديثه فوق ملامحها
طعنها بحقيقة ليست مخفية عنها لم تعد شهيرة ابنة الحسب والنسب لم تعد شهيرة الفاتنة.. فالزمن لم يقف بها عند شبابها.
ابتعلت المرارة التي تجرعتها مع حديثه تشيح عيناها عنه
مادام مصلحش اتجوزتني ليه
داعبت شفتيه ابتسامة أراد بها أن يرى المزيد من الألم في عينيها وسرعان ما صدحت ضحكاته عاليا
تقدري تقولي حققت كل حاجه في حياتي كان نفسي فيها.. وأنت كنت من الحاجات ديه لكن محسبتهاش صح.. المرادي صفقتي خسرانه
رمق جسدها بنظرة مزدرئة ومقصد حديثه وصل إليها بوضوح
حقېر 
تمتمت بها بصوت خرج مهزوزا فارتفعت زاوية شفتيه بابتسامة ساخرة
هكون راجل متحضر وهقبل الإهانة منك يا بنت الباشا..
وغادر بعدها الغرفة تحت نظراتها الجامدة 
.....
توقفت السيدة ألفت مكانها مذهولة وهى ترى إحدى الخادمات تجر إحدى الحقائب وخلفها فتون التي هبطت الدرجات ببطء ومازالت الصدمة مرتسمة فوق ملامحها
لقد حررها سليم أعطاها القرار وهى اتخذت الرحيل عنه لتبحث عن فتون التي ضاعت بينهم. 
اقتربت منها السيدة ألفت لا تصدق ما تراه ف رب عملها غادر المنزل منذ دقائق وهاهى تتبعه مغادرة بحقيبة ملابسها
أنا مش فاهمه حاجه يا بنتي.. سليم بيه خرج مش شايف قدامه وأنت نازله بشنطة هدومك
ازدردت لعابها تتحاشا النظر للسيدة ألفت
راجعه ما كانت ما جيت راجعه لأهلي
تعالت شهقة السيدة ألفت في صدمة أشد فعن أي رجعه تتحدث
لو هتروحي زيارة ليهم يا بنت.. ده حقك لكن بلاش يا بنت تهدمي بيتك وحياتك.. أنت وسليم بيه اتخطيته مصاعب كتير في حياتكم
تعلقت عينين السيدة ألفت بها بنظرة مشفقة وأضافت
في طفل بقى موجود خلاص بينكم.. وسليم بيه بيحبك
ابتلعت غصتها قهرا فالحب سينتهي ذات يوم.. عندما يفيق من زهوته ويدرك تلك الحقيقة التي تغافل عنها..إنها لا تصلح له. 
عاد الضعف يغزو سائر جسدها تطالع السيدة ألفت بنظرات أسفه هو أعطاها حرية القرار.. أخبرها أنه سيترك علاقتهم تقررها الأيام.. وكأنها غبية لم تفهم مقصد عبارته. 
تحركت من أمام السيدة ألفت بخطوات وئيدة ټصارع شتات نفسها تبتلع غصتها كلما تذكرت مقطع الفيديو الذي أعاد لها ذكرياتها مع حسن
اهربي من الماضي يا بنت لأنك لو مهربتيش منه هتفضلي طول عمرك واقفه في نفس النقطة
....
حدقها كاظم بنظرات قوية بعدما دلف الغرفة ورأها تسحب حالها من فوق الفراش تلقي بهاتفها
كاظم أنا لازم أخرج.. فتون محتاجاني
تجهمت ملامحه ولكن سرعان ما غادرها التجهم يتمتم ساخرا
البلد كلها محتاجه جنات هانم تحل ليهم مشاكلهم.. اتفضلي يا جنات هانم عشان متتأخريش على إلتزاماتك 
توقفت عن ارتداء ثوبها تلتف إليه فلم تجد منه إلا إشارة نحو الباب المرحب بمغادرتها
مالك واقفة مستغربة ليه
ازدردت لعابها تنظر نحو نظراته الخالية من أي تعابير
أول مره متعلقش على تنطيطي في كل مكان وعدم راحتي وعن.. 
وضعت بيدها فوق بطنها لعله يفهم إشارتها ولم يكن بالغافل عن الأمر 
الصورة وضحت يا جنات بالنسبالي.. أنت رافضه طفلي من البداية
ارتفعت وتيرة أنفاسها تبتلع لعابها في صدمة فعبارته لا توحي إلا بشئ واحد.. هل يظنها تريد التخلص من طفله
كاظم أنت فاكرني بعمل كده عشان اتخلص من الطفل.. أنا بشعه لدرجادي في وجهة نظرك
انسابت دموعها فهي قبل دلوفه كانت تخبر حالها بحقيقة صارت تتضح لها يوما بعد يوم..
ذلك الحب الاسطوري الذي تبحث عنه في حياتها معه ربما لا ينجح علاقتهم..
كاظم تقبل صفاتها التي لا تناسبه وهي تقبلت ما يمنحه لها من حب في أوقاتهم الخاصة إعطائه لها حرية لم تكن تظنه يعترف بها..
بصدق اعترفت لنفسها أن فشل علاقتهم هذه المرة ستكون هي السبب.. لأنه يسعى لنجاح زواج ارغمته عليه.. فعن أي كرامة وتمرد تسعى.
تعالا رنين الهاتف فتعلقت عيناه بعينيها يشعر بالضيق من حاله
سليم ساب القرار لفتون سابها تختار حياتها معه أو من غيره.. أداها الفرصة أخيرا تختار تعيش من غيره... أنا السبب في دفعها لحياة سليم النجار من تاني.. باتفاقي معاه إنه يساعدني ارجع الأرض منك..
ابتلعت غصتها بمرارة تنظر نحو ملامحه التي صارت جامده رغم علمه بكل شئ
اقنعتها إنها مخرجتش من عالم سليم النجار.. حتى الجمعية اللي اتولت حالة فتون وتأهيلها.. كانت عيلة النجار من مؤسسيها
اقتربت منه تطرق رأسها في خزي ومازال رنين الهاتف يتعالا بنغمته
فتون سامحتني لكن مسمحتش نفسي.. وعدتها هقف معاها لحد ما تتخرج وتحقق حلمها وعدتها تتجاوز سليم النجار اللي كانت بتحبه كبطل خرافي.. ووعودي كله راحت وسليم بيعرض قدامي مقابل مساعدتي ليه.. منصب عالي في شركته او فلوس في حسابي.. وانا اختارت ادخل حياتك.. اختارت اكون في عيله معترفتش بيا وانا بمد أيدي لجودة باشا وبقوله أنا بنت ابن عمك
صمتت عن الحديث تنظر لعيون كاظم تلمح في نظراته دفئا
كاظم أنا أنانية..حتى أنت بلومك على أفعالك وأنا اجبرتك تتجوزني
تقابلت عيناهم وقد عاد رنين الهاتف يتعالا كفوفه امتدوا نحو وجهها يمسح دموعها بأنامله مبتسما
ممكن ننسى النقطه ديه من حياتنا يا جنات حقيقي لازم ننساها..
كاظم يتحدث عن تجاوز الأشياء يتجاهل غضبه منها.. 
عيناها جالت فوق ملامحه فابتسم مازحا
طبعا الشخصية اللي قدامك مش أنا.. وبلاش نظرة التعجب لأني بحاول اكون
 

تم نسخ الرابط