رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


وكأنها كنت متخذه قرارها من قبل. 
 ديما طيشك أنا اللي متحمله يا أمير واحد زي سليم النجار هيقبل بيك إزاي وهيصدقك إنك بتحب عمته
صعد سيارته يتمتم عباراته حانقا هو حتى هذه اللحظة حينا يفكر في الأمر يصعب عليه تخيل تلك العلاقة التي جمعت بين شقيقه وأمرأه كخديجة النجار حتى لو كانت علاقه شرعيه موثقة بعقد زواج. 

ارتفع رنين هاتفه ينظر لرقم المتصل وعلى ما يبدوا أن جنات تجهزت وتنتظره
 أنا جهزت يا كاظم أنا حضرت اسماء كل الأماكن اللي عايزه أشوفها
جنات تظن إنه سيصطحبها لنزهة ترفيهية لم تمهله فرصه للتوضيح فأخذت تخبره عن الأماكن التي تريد رؤيتها
 اعمل حسابك هنقضي اليوم كله بره وتبسطني وتبطل تكشير انسى إنك كاظم النعماني
 جنات ممكن تسكتي شويه وتخليني اتكلم
 لا سيبني أنا أتكلم أنا مبتكلمش طول اليوم مع حد وفتون بقت مشغوله عني واحمس إظاهر البنت اللي معجب بيها شاغله وقته.. أنا عماله احذره واقوله ابعد عنها.. ديه عمها حازم صاحب سليم وشريكه في مؤسسة المحاماه
قصت له عن حكاية أحمس مع الفتاة التي اجتذبته أنظاره ذلك اليوم الذي أتت فيه المؤسسه ورأها في مكتب السيد حازم وعلم بعد ذلك إنه عمها. 
زفر أنفاسه بأرهاق لا يصدق أن معاشرة النساء هذه نتائجها.
تركها تحكي له عن تلك التفاصيل التي لا علاقه له بها.. حتى توقف أمام البناية الراقية التي يقطنون فيها وترجل من سيارته. 
جنات كانت مندمجة بشدة في ثرثرتها حتى توقفت أخيرا عن الحديث تزفر أنفاسها بتعب تسأله
 كاظم أنت ساكت ليه مترديش عليا ليه وتقولي إن رأي صح ولازم احمس يقتنع برأي بدل ما يحبها ويتجرح
ابعدت الهاتف عنها بعدما ظنت أن تكون المكالمة قد أغلقت ولكن الخط كان مفتوح ولكن أين هو لما لا يجيب عليها
 خلصتي كل حاجه نفسك تقوليها يا جنات ولا نقعد نكمل حكاية احمس وصاحبته الجديده
أجفلها صوته فانتفضت مفزوعه تلتف إليه حانقة من فزعه الدائم لها
 أنا لو جاتلي ساكته قلبيه هيكون بسببك انا عارفه إنك عايز ټموتني يا كاظم وترتاح مني
وبعدما انتهت الثرثرة في حديث لم يكن من شأنه سماعه.. أنفجرت بالبكاء
 جنات أنا حقيقي مبقتش فاهمك أنت لو قصده ترجعيني اكره الستات من تاني مش هتعملي كده وهتكوني ديه معاناتي بتاعت كل يوم
 أنا صعبانه عليا نفسي أوي
تجهمت ملامحه يفرك عنقه بقوة وضجر فلا وقت لديه فعليه الذهاب بها إلى طبيبتها أولا ثم يتجهزوا لرحلة العودة حيث كل المشاكل التي عليه حلها مع سليم النجار عندما يصبح أمر زواج شقيقه وعمته علنيا
 صعبانه عليك نفسك ليه يا حببتي
قربها منه يضمها إليه يهدئها كما يهدء الصغار
 مش عارفه
ازدادت ملامحه تجهما ينظر إليها بغيظ
 كاظم أنت غيرت ريحة البرفان
ازداد غيظه فهي تغير حديثهم من نقطه لنقطه تجعله يصل إلى أقصى ذروة من الڠضب ثم يعود ويهدء ويبرر لها سبب أفعالها
جنات من النساء اللاتي الأفضل لهن إشغالهم بشئ لكن تجعلها متفرغة تصبح بهذا المزاج الذي بدء يفقده صوابه فهو ليس لديه قدرة لتحمل تقلبات النساء ولولا محاولته لتحسين علاقتهم ورغبته في إبقائها جواره لن يتحمل تلك التقلبات
 أنا بقيت احط البرفان في العربيهاعمل أكتر من كده إيه
 لا ديه ريحتها جميله اوي
اقتربت منه تشمه كالقطه فارتفع حاجبه في ذهول.. فمنذ لحظات كانت تبكي
 كاظم
همهمت وهي تضم نفسها إليه فتنهد بحيرة من هذا الجنون الذي أصبح يغلف حياتهم
 كاظم لأول مره ميكونش فاهم حاجه
اجتذبته من عنقه فازدادت دهشته تشب فوق أطراف أصابع قدميها 
 هو أنت ليه مبتقولش ليا كلام حلو مش المفروض إحنا في فترة أنت بتحاول تصالحني وتراضيني وأنا أتدلل عليك
لم يتحمل كل هذا الجنون ورغما عنه أنفجر ضاحكا
 لما نرجع من عند الدكتوره هبقى أصالحك في الكام الساعه الفاضين قبل ميعاد الطيارة
ابتعدت عنه بعدما الجمها ما يخبرها به
 إحنا رجعين مصر
.....
أسرعت السيدة سعاد نحوه فور أن دلف من باب المنزل
 كده كنت عايز تبات كام يوم هنا من غير ما حد ينضفلك البيت
قربها منه يقبل رأسها فهذه المرأة افنت شبابها في خدمة عائلته ورعايته
 كنت هجيب حد ينضف البيت يا داده
لم يعجبها الحديث فلوت شفتيها متذمرة
 وكنت هتلاقي حد ينضف البيت كده ولا يعملك أكله حلوه زي أنا وبسمه
تجمدت عيناه وقد تلاشى إنبساط ملامحه
 داده أنا خلصت كل حاجه قولتي عليها
الټفت نحوها السيدة سعاد تطالعها بنظرة راضيه
 والله أنا مش عارفه يا بسمه لما تبعدي عنا وياخدك ابن الحلال اللي يستهلك هعمل إيه
نظراته الجامدة حملقت بها بعدما حاول تجاهل وجودها فشعرت بالتوتر من نظراته واطرقت رأسها
 كل وقت ولي أوان يا داده
اقتربت منها السيدة سعاده وكادت أن تتحدث عن ذلك المعلم الذي يدرس لها في المعهد حيث تأخذ دوراتها
 لا أنا قلبي حاسس مش هتعدي السنه ديه إلا وهتلاقي اسمه إيه بيخبط علينا
قتمت عينين جسار فما الذي تتحدث عنه السيدة سعاد بهذه الثقه
أسرعت بسمه في تغير الحديث تتحاشى النظر نحوه فالسيدة سعاد من بضعة نظرات حكت لها عنها افترضتها بدايه لقصة حب ستنتهي بالزواج ألا ترى إنها ليست جميله لتجتذب أنظار الرجال لها
 داده جسار بيه شكله جعان خلينا نحضر الأكل
انصرفت بسمة من أمامهم بعجالة فرمقتها السيدة سعاد ضاحكة
 شكلها أتكسفت منك
ازداد جمود جسار وهو يشعر أن هناك ما يخفى عنه
 في حد دخل حياتها
تسأل پغضب لا يفسره إلا إنها لا تحترم فترة زواجهم المؤقته فطالعته السيدة سعاد بابتسامة واسعه
 اصل المدرس اللي بيدرسلها في المعهد عينه منها الحمد لله كده قلبي هيطمن عليها بعد ما تطلقها وتشوف حياتك.. واه تروح لراجل يضلل عليها.. كلاب السكك كتير يا بني لكن خاېفه لمحدش يفهم بعد كده إن جوازك منها فترة مؤقته وإنها يعني...
شعرت السيدة بالحرج من ثرثرتها وحديثها في أمور لم تحدث بعد
رمقته السيدة سعاد بحيرة بعدما ابتعد عنها وقصد غرفته صاعدا لأعلى يتسأل داخله
أكانت تحلم بهذا الرجل الذي يدرس لها وبهذه السرعه أجتذبت أنظاره إليها
.....
ابتسمت خديجة بوهن بعدما فاقت أخيرا وبدأت تنتبه على ما حولها مدت يدها بصعوبه نحو فتون تشجعها على الأقتراب منها
أسرعت فتون نحوها تمسك يدها مبتسمه بسعاده إنها فاقت أخيرا ولم تفقد الجنين رغم أن الطبيب مازال يتوقع حدوث هذا الأمر
 نزل مش كده
حركت فتون رأسها ترى اللهفة في عينيها على سماع تلك العبارة
 لا منزلش إن شاء الله مش هينزل.. مش أنت عايزاه
تسألت فتون ورغما عنها ولمعت عيناها بدموع لا تعرف سببها
بحركة خفيفه حركت خديجة رأسها ثم اغمضت عيناها متسائله
 فين سليم
لم تعرف بما تجيبها فشعرت بالتوتر..
 مش عايز يشوفني عمري ما خبيت حاجه عنه.. تعرفي زمان كان بيجيبلي هو العرسان ويقنعني عشان أتجوز
 هو مصډوم شويه لكن سليم حنين ومتفهم
فتحت خديجة عينيها تطالعها بوجه شاحب 
 لكنه مش هيوافق على أمير ولا الناس هتوافق عليه
تجمد مكانه يحملق بالجدار أمامه متراجعا بخطوات متعثرة فهل تأكد من شكوكه للتو.. شقيق كاظم ذلك الذي لا يعده رجلا بل مجرد شخص بلا نفع يركض وراء النساء ولديه سجل حافل من النزوات.
تحرك من أمام الغرفه مبتعدا لا يصدق أن عمته بعد هذا العمر تقع في غرام شاب لا يراه إلا
 

تم نسخ الرابط