رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
هي وشقيقها ستنتهي هكذا
أنا بحذرك ياميادة تعملي أي خطوة.. والحمدلله إن أخوك تليفونه مقفول... الدور دلوقتي علي ناهد تخلي عبدالله يوافق على العريس .
....................
أتسعت عيناها وهي لا تصدق أن والدها يقف أمامها.. لم ينسها والداها كما ظنت .. و هاهو والدها بملامحه الطيبة يفتح لها ذراعيه
مين يافتون
أنا ياحسن ياولدي
حاج عبدالحميد نورت ياحاج وأنا أقول المكان منور ليه..
روحي يافتون أعملي لقمة للحاج تلاقيه على لحم بطنه .
تعلقت عينا والدها بها يستغرب هيئتها تلك الساعة
اومال أنت كنت خارجة يابنتي السعادي !
ارتبكت ملامحها فبما ستخبر والدها.. إنها تعمل خادمة وقد كانت آتية من عملها
الحضانات هنا عندنا في صبح ومسا.. مصر بقى ياحاج مش زي البلد عندكم .
جلس الحاج عبدالحميد على أقرب مقعد قابله ينظر للشقة وأثاثها برضى ... وفي نظرات عينيه البسيطة يتأكد أن ابنته قد صبرت ونالت
أنا مش عارف ليه ياحسن يابني لازمته الشغل ما أنت بتقبض حلو وفتون مدبرة زي أمها .
دي رغبة فتون ياحاج.. وأنا بصراحة طول اليوم مش قاعد في البيت فقولت وماله مدام الشغل مش عيب وهي بتشتغل مرافقة للأطفال وأهو تتعلم تربيتهم قبل ما نخلف .
تعالي يابنتي قربي عايز اشبع منك .
ارتكزت عينا حسن عليها... فقد أجاد رسم الدور وماهي إلا مستمعة فعن ماذا ستتحدث فهو أخبرها من قبل أنها لو سعت للخړاب فهى وحدها من ستحصد أما هو فرجل والرجال في مجتمعنا لا شئ يعيبهم
وحسن كان خير مضيف لوالدها
جهزت أوضة للحاج يافتون
أماءت برأسها تضع كؤوس الشاي أمامهم بعدما انتهوا من طعامهم
والله ياحاج البيت نور ولا إيه يافتون .
ارتسمت السعادة والفخر على شفتي الحاج عبدالحميد وهو يرى كرم زوج ابنته وكيف يعاملها برفق
دلفا لغرفتهما بعدما خلد والدها للنوم... طالعها حسن وهي تقترب منه
يعجبني فيك عقلك يافتون...
اقترب منها يعبث بخصلات شعرها ويتحسس عنقها
بكره هاخدلك أجازة من سليم بيه.. حسك عينك أبوك يعرف إني بشغلك خدامة .
........
استيقظت تعد الإفطار له ولوالدها ولكن المنزل كان خاليا... تعجبت من عدم وجودهما .. وبعد ساعتين كان يدلف حسن للمنزل يدندن بسعادة
فين أبويا ياحسن
رمقها حسن ملقيا بمفاتيحه متجها نحو الأريكة
أعمليلي فطار يافتون.. وأجهزي عشان تروحي شغلك مدام أبوك مشي .
هو لحق يجي عشان يسافر !
ما جه أخد اللي عاوزه ومشي
اقتربت منه تتأمل ملامحه السعيدة
الحاج عبدالحميد كان معذور في قرشين وأنا راجل ابن أصول مينفعش حمايا يكون معذور ومفكش زنقته ولكن كله بحساب
وتلك الورقة التي يحركها أمامها كانت هي ذلك الحساب
الفصل الرابع عشر
_ بقلم سهام صادق
صوت جدال والديها يعلو من حولها وهي ما عليها إلا المشاهدة في صمت.. الصدمة ما زالت تلجمها لا تصدق إلى الآن أنا خالتها وميادة جاءوا لها بذلك العريس.. ميادة كانت الصدمة الأكبر لها التي لم تستوعبها
وماله العريس ياعبدالله.. ماشاء الله عليه من عليه محترمة وعنده وظيفة وشقة في مكان راقي
أنت شايفة بنتك رافضه يا ناهد.. والبنت مش كبيرة عشان نغصبها على حاجة
وهي قعدت معاه عشان ترفض
تجهمت ملامح عبدالله ينظر لها مستنكرا بل ويستنكر الأمر
أومال كاميليا هانم اللي عملته النهاردة كان أيه.. تاخد بنتي تعرفها على واحد في النادي من غير أذننا
غادر عبدالله بعد تلك المجادلة التي باتت شيئا عاديا بينهم منذ أن أصبح يتهمها أنها لم تعد تحب ملك كما كانت
جلست على الأريكة تزفر أنفاسها...وألتقطت هاتفها حتى تحادث شقيقتها وتلغي تلك المقابلة التي حددتها
اطمأنت ملك بعدما أستمعت لجزء من حديثهم.. وجلست على فراشها تهاتفه ولكن لا إجابة كانت تحصل عليها إلا تلك الرسالة التي حفظتها
ناهد أنت بتقولي أيه عريس أيه اللي رفضته .. ما له الولد أيه عيبه
عبدالله مش موافق يا كاميليا.. وبصراحه أنا مش عايزة أتجادل معاه بخصوص ملك أكتر من كده.. عبدالله بقى ديما شايفني أني خلاص مبقتش أحبها
وأحنا عايزين أيه غير مصلحة ملك.. أنتي ناسية أن من حق أي عيلة تعرف حقيقة ملك..
ألتفت كاميليا تطالع أعضاء الجمعية الجالسات خلفها وأردفت بعدما نظرت نحو ساعة معصمها
قبليني بعد ساعة يا ناهد أكون خلصت أجتماع الجمعية
والساعة مضت وها هي تجلس أمام شقيقتها تتلاعب بها الشكوك
مش معقول يكون رسلان بيحب ملك.. انا فاكره أنه قبل ما يسافر كان بيتريق ديما على جسمها
أرتشفت كاميليا من كأس الشاي خاصتها تنظر نحو الوافدين لذلك المطعم
ناهد أنا مش بقول أن رسلان بيحب ملك.. لكنه معجب بشخصيتها وده اللي بقيت ألحظه من كلامه مع ميادة عايزها تكون زي ملك
وتنهدت وهي تتذكر حاله الذي أنقلب منذ أن عاد
ميادة مش بتبطل كلام عنها... وطبعا التغير اللي حصل لملك واتفاجأ بي لما رجع من سفره خلاه معجب بيها وملك ماشاء الله عليها ليها حضور
رسلان بيحب ملك يا كاميليا وأنت بتحاولي توصليلي ده بصورة تانية مش كده
هي تعلم أن شقيقتها ليست بالغبية ولكنها تبحث عن أفضل الطرق حتي لا تجعل أحدا خاسرا.. أكملت إرتشاف الشاي خاصتها بتمهل وهدوء عكس ما يدور داخلها
وأنا هلف ودور عليكي ليه يا ناهد.. انا كل اللي بقوله بلاش تفضل ملك في وش رسلان بمميزاتها لأن ده هيضيع فرصة مها ولا أنت مش عايزه رسلان لمها
ديه الحاجة الوحيدة اللي بقيت عايزاها يا كاميليا وأنت عارفه ده
هتفت بها ناهد بإصرار تنظر نحو شقيقتها تدير الأمور بعقلها
بس أنت عندك حق طول ما ملك قدام رسلان عمره ما هيشوف مها.. رغم ان مها أجمل لكن ملك مميزة
أسترخت ملامح كاميليا بعدما وصلت لهدفها الذي لا تراه إلا هدفا مشروعا
وهو ده اللي أقصده يا ناهد.. العريس هيجي أخر الأسبوع أقنعي عبدالله بطريقتك.
.............
وضعت أطباق الفطور بسرعة بالغة حتى تعود للمطبخ..أصبحت تشعر وكأنه ينتظر لها خطأ ليصرفها من عملها وهي لشدة تعلقها بالمكان وصاحبه لا تريد الرحيل
فتون
توقفت في مكانها دون النظر إليه تقبض على قماش ثوبها.. ألتفت نحوه تسلط عيناها نحو أي شئ حتى لا تتلاقى عيناها به
نعم ياسليم بيه
جلس على مقعده وكأنه لم يكن يناديها منذ لحظات.. تجاهلها بعمد ولكن حديثه كان بعيدا تماما عن تجاهله
الست اللي بتحبيها عملت أيه مع أبنها
أخرجت نفسا عميقا لعله يزيح ذلك الثقل الذي يجثم علي روحها الهشة
هتسافر معاه..
طالعها متأملا ملامح وجهها المنطفئة.. خشيت أن تبكي أمامه فتمالكت حالها قبل أن تدير جسدها متجها نحو المطبخ
محتاج مني حاجة تانية يابيه
لا يافتون شكرا
تعلقت عيناه بها.. الشيء الذي نسي موضعه يتحرك.. يتحرك بعاطفة يخشى عليها منها.. ذلك الشيء يخبره أنه أفتقد تلك النظرة التي كانت له وحده
وعبارة واحدة أصبح دائما في ترديدها
سامحك الله يا سيدة ألفت..
أخذ يسعل بشدة دون توقف فأنتفضت من علي مقعدها بالمطبخ تسرع إليه وقد أنتفخت
متابعة القراءة