رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


فيكي الحب واتجوزك عشان بنته 
تجمدت عينيها بقسۏة والتقطت علبة سجائرها تشعل واحده.... رمقها بإنتشاء وهو يري حالتها 
 بس ابن النجار رمرام عامل زي عمته.. حب خدامه ومش بعيد يتجوزها بعدك عشان تربى بنتك 
 كفايه يا حامد... كفايه 
اتسعت ابتسامته يشاهد إنهيارها.. فنهض عن مقعده ضاحكا.. غادر غرفة مكتبها بعدما أثار غيرتها وكيدها.. إنهارت فوق مقعدها تسحب أنفاس سيجارتها.. علقت عينيها بمنفضة السچائر الممتلئة تزفر أنفاسها وتدس سېجارة أخرى بين شفتيها 

هدأت وتيرة ڠضبها والتقطت هاتفها وقبل ان تضغط على زر الإتصال وتهاتف الرجل الذي يخبرها عن كل شئ... جاءها إتصال منه يضيف لها ما أشعل غيرتها 
 سليم بيه واقف بعربيته قدام المطعم يا هانم 
............. 
تحجرت عينيها وهي تنظر إليهما بعدما التقطت اذنيها أحاديث الموظفين عن عودت رئيسهم وعروسه وكيف تبدو السعادة على وجهه 
 مش تقوليلنا مبروك يا ملك 
هتفت بها جيهان التي نهضت عن سطح المكتب بعدما كانت تجلس أمام جسار تداعب ازرار قميصه بأناملها 
 جسار أنت اتجوزت 
تنحنح جسار حرجا ونهض عن مقعده دون أن يجعل عيناه تلتقي بعينيها 
 سألت عنك أول ما وصلت قالولي إنك عند المحامي... في حاجه في الشركة ولا إيه 
 كنت عايزة أنسحب من المجموعه يا جسار وابيع الأسهم 
تجمدت عينين جسار عليها يردد عبارتها 
 تبيعي الأسهم 
أطرقت عينيها تخفي دموعها التي لا تعرف سببها 
 ايوة يا جسار... أنا هسيب اسكندريه وارجع القاهره هفتح مشروع هناك 
والصدمات كانت تتوالى عليه..انصرفت من أمامه وقد تحررت دموعها أخيرا... لقد ظنت أن الصور التي بعثتها إليها جيهان مجرد علاقة عبارة كي تكيدها ولكن الحقيقه قد اتضحت.. جسار تزوج جيهان وهي لا مكانه لها بعد اليوم 
تحركت بصعوبة نحو الخارج تحت نظرات البعض... فهتف المحامي بها 
 أنا جهزت الأوراق يا مدام ملك... ومن بكره نرفع القضيه هي قضية حضانتك للأولاد صعبه لكن... 
 معدش ليها لازمه يا استاذ شوكت 
تركته مذهولا يقطب حاجبيه من هيئتها وحديثها .. وشئ واحد كانت تردده 
 حتى جسار ضاع يا ملك 
........... 
تعلقت عينيها بتلك الفاتنة التي دلفت مطعمها... فتحرك أحمس نحوها مرحبا يسألها عما تريد وقد ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه واسعه 
 افندم يا هانم 
تلاشته المرأة واقتربت من فتون التي وقفت مبهورة من أناقتها وجمالها 
 سمعت عن أكلك إنه يجنن
اجابتها فتون سريعا بعدما أزالت عنها مريول المطبخ 
 اتفضلي يا فندم... محتاجه إيه تجهيز لعيد ميلاد ولا أكل منزلي 
ابتسمت المرأة ومدت يدها نحو خصلاتها ترتبهما 
 لا عيد ميلاد إيه... أنا محتجاكي في حفله كبيره...
واردفت بعدما لم تجد إجابه 
 قدها ولا أشوف غيرك 
 لا ياهانم إحنا قدها طبعا 
لفظ أحمس عبارته سريعا وقد تعلقت عينيه نحو فتون يومئ لها برأسه بالموافقه
 شكلنا كده هنتقف... ها يا فتون 
شعور اسحتوذ قلبها شعور خوف لا تعرف سببه ولكن الشعور قد تلاشي وهي تري المبلغ الذي قدمته المرأة كعربون لهم 
غادرت المرأة المطعم بعدما أدت مهمتها وقد تم الإتفاق على كل شئ.. صعدت سيارتها ورفعت هاتفها تنظر نحو واجهة المطعم تتمتم للطرف الأخر 
 كل حاجه تمت يا هانم
الفصل الثلاثون
_ بقلم سهام صادق
تعلقت عينيه بعينين المحامي بعدما القى عليه عبارته... مرت ثواني وهو لا يستوعب ما سمعه.. فأمس كانت تطالبه بحصتها واليوم تتنازل له 
 إتنزلتلي عن الأسهم
أماء له المحامي وهو يناوله أوراق التنازل
 مدام ملك اتنزلت عن الخمسة في المية من الأسم اللي كتبتهم ليها السيدة فاطمة الله يرحمها
التقط منه جسار الأوراق ينظر إليهما.. الصدمه مازالت مرتسمة فوق ملامحه... يتسأل داخله لما فعلت هذا ولما أرادت الرحيل عنه
انصرف المحامي بعد أن أنهى حديثه.. فتجمدت عينيه نحو الأوراق القابعة بين يديه.. التقط هاتفه حتى يهاتفها ولكن الإجابه التي كان يتلقاها أن الهاتف مغلق
لطم سطح مكتبه حانقا من تصرفها
 غبيه يا ملك.. هتفضلي طول عمرك غبيه
............
وقفت بأقدام متخشبة أمام البناية المتهالكة تنظر إلى تفاصيلها بأعين زائغة.. أصوات الضجيج تعلو حولها ولكنها كانت في عالم أخر.. عالم تتخيل فيه الماضي .
هيئتها جعلت المارة ينظرون إليها بترقب يتهامسون جوارها بصوت مسموع.. انتبهت على وقفتها أخيرا بعدما ابتلعت تلك الغصة التي استحكمت حلقها
لم تعبأ بتلك النظرات ولم تهتم بمطالعة شئ حولها.. صعدت الدرجات المتهالكة تتخيل حياة والدتها هنا... تتخيل حياة إمرأه لم تلقاها من قبل.. إمرأة هزمتها الطيبة والفقر 
 مدام ناهد اتنازلتلك عن حقها في الورث.. أنتي الوريثة الوحيدة للسيد عبدالله .. بعد مۏت مها الله يرحمها.. لكن يا بنتي مدام ناهد نفسها تشوفك
تلك الرسالة التي تجاهلتها منذ عام ولكن أمس لم تعرف كيف تتجاهلها بعدما عاد المحامي يهاتفها مجددا
 مدام ناهد نفسها تشوفك.. يمكن أخر طلب ليها يا بنتي 
وقفت أمام الشقتين في ذلك الطابق الذي تشققت جدرانه ... شقة كانت تعيش فيها والدتها قبل أن تتزوج جارها الطموح وشقة والدها الذي أعماه طموحه وحبه ليتزوج من أبنة العائلة الراقية
حكاية ماضي لم يكشفه إلا الزمن لم يكشفه إلا صراع الحب على رجلا 
ورغما عنها كانت السخرية ترتسم فوق شفتيه... رسلان هو هذا الرجل الذي سبب لهم كل تلك الفوضى. 
تيبث جسدها خوفا تستمع إلى تلك الصرخات من تلك الشقة المقابلة للشقة التي أعطاها المحامي مفتاحها 
 اه يا بنت... بقى بتردي عليا يا بت ... والله لأربيكي 
 حرام عليك يا فتحي... سيب أختك... 
 أبعد يا راجل يا خرفان أنت 
أنفتح باب الشقة وخرجت فتاة تهرول منها تخفي وجهها بيديها وعندما علقت عينيها بها وقفت خلفها تتحامي بها من بطش شقيقها 
لا تعرف كيف ومتى حدث هذا وكيف أصبحت في المنتصف بينهم تحمي الفتاة بذراعيها والأخر يسبها بأبعش الألفاظ 
 ابعد عنها يا راجل أنت بدل ما أبلغ عنك الشرطة... 
تراجع فتحي للخلف يرمقها بنظرة فاحصة 
 والأمورة فكراني هخاف من الشرطة لا يا حلوة ده أنا فتحي القط... لا حكومة بتخوفني ولا.... 
وقبل أن يكمل باقي عبارته كان يصعد رجلا يهتف به
 فتحي سيادة المعاون عايزك في القسم.. يلا قدامي
انفض الأمر بعدما انصرف فتحي بأدب وقد ظهر الخۏف في عينيه.. تعلقت عينين ملك بالسكان الذين هبطوا من شققهم ليطالعوا الوضع الذي اعتادوا عليه يهتفون بضجر 
 ربنا يخلصنا من العماره الزباله ديه
 هي مين الست الحلوة ديه يا ختي 
وتحت نظرات الفضول التي كانت تحاوطها كانت تسمع اسمها من تلك الفتاة صاحبة الوجه المكدوم 
 أنتي ملك
...........
تناولت كأس الماء ترتشف منه تنظر نحو أرجاء الشقة التي دلفت إليها للتو 
 عبدالله ديما كان خيره علينا يا بنتي.. والايام القليله اللي قضاها هنا مكنش على لسانه غير سيرتك 
ودمعت عينين الرجل 
 و امك الله يرحمها كانت طيبه.. الله يرحمك يا امل 
نسيت ذهولها وتخبطها والصدمة التي كانت فيها منذ قليل.. لتتعلق عينيها بذلك الرجل 
 أنت تعرف ماما 
طالع إبنته بعدما مسحت وجهها من الډماء التي سببتها لها صڤعات شقيقها 
 روحي يا بسمة هاتي ألبوم الصور القديم يا بنتي 
هرولت الفتاة للداخل وعادت تحمل ألبوم قديم تضمه إليها بفرحة قد أنستها مرارة حياتها وألامها 
فتحت بسمة الصور تشير نحو والدتها وصديقتها 
 ماما ومامتك كانوا صحاب أوي... بابا ديما كان بيحكيلي عن ذكرياتهم وهما صغيرين
تعلقت عينين الرجل بها واغمض عينيه بحنين 
 كنا ولاد حته واحده... كنا مع بعض على الحلوة والمرة 
فهتفت بسمة والتي يبدو عليها تعرف الكثير من الذكريات التي كان يقصها عليها والدها منذ الصغر 
 أنتي اتولدتي على أيد ماما ..
 

تم نسخ الرابط