روايه كامله

موقع أيام نيوز


من بعدها رأي صورة سوداء و بدأ عقله يتشوش حتي بدأ يفرق بين جفنيه بوهن و ألم وقد أمسك برأسه يضغط علي عقله بشدة من فرط الألم الذي يشعر به .
هاجمته الرؤية الضبابية و لم يستطع تمييز أيا مما يقفون حوله حتي إستعاد وعيه بالكامل فنظر أمامه ليجد مصعب واقفا بلهفه ويقول محمد إنت سامعني
نظر إليه يحيي بتمعن وقال مصعب..هو إيه اللي حصل

إبتسم مصعب بفرحه وقال حمدلله على سلامتك خضتنا كلنا عليك .
بدأ يحيي يعتدل بمقعده حتي إستند إلي ظهر السرير من خلفه فأسرع مصعب ينادي الطبيب الذي أتي علي الفور للإطمئنان علي حالته.
_حمدلله علي السلامه يا بطل .
قالها الطبيب مبتسما فأومأ يحيي بهدوء وقال الله يسلم حضرتك هو إيه اللي حصل!
قال الطبيب بترقب إحكيلنا إنت إيه اللي حصل
صمت يحيي لبرهة وقال أنا آخر حاجه فاكرها لما كنت في المخزن و بنزل الكوريك ...
قاطعه مصعب قائلا أيوة مظبوط و وقعت من علي السلم و الكوريك وقع فوقك .
نظر إليهم يحيي مذهولا وقال الكوريك وقع فوقي و لسه عايش!!
إبتسم الطبيب فأردف قائلا مش بقوللك بطل !الحمدلله قدر و لطف .
أومأ يحيى متمتما الحمدلله .
قال الطبيب إن شاء الله كمان ساعه هتخرج بالسلامه علي ما الممرضه بس تظبط شوية حاجات و أكتبلك علي العلاج اللي هتمشي عليه.
و إنصرف الطبيب ليستوقفه حوار مصعب و يحيي ...
مصعب حاسس بحاجه يا محمد !الدكتور طمنا إنك كويس الحمدلله و مفيش كسور ولا ڼزيف.
نظر إليه يحيي بصمت و قال محمد!
إسترعت كلمته البسيطه إنتباه الطبيب ليعود أدراجه فوقف أمامه و تسائل بترقب في حاجه تعباك يا محمد 
عاد يحيي لينظر إلي الطبيب بغرابة و قال أنا إسمي يحيي!
نظر الطبيب إليه مطولا و نظر إلي الذين يقفون من حوله ثم أعاد النظر إليه مرة أخري و قال يحيي!
أومأ يحيي مؤيدا و أردف قائلا يحيي علي الهنداوي
ثم نظر إلي مصعب متفاجئا و إرتسم البشر و السرور علي وجهه ف أفتر ثغره عن إبتسامة واسعه وقال أنا إفتكرت يا مصعب !
نظر إليه مصعب بحماس متفاجئ ليقول الطبيب إفتكرت إيه تاني يا يحيي !تعرف تحكيلي عن نفسك!
أومأ يحيى موافقا وقال إسمي يحيي على الهنداوي و عندي ٣٠ سنه و متجوز و عندي ولد و بنت .
ثم توقف عن الحديث فجأه وكأنه تذكر شيئا ما لينهض فورا من علي السرير فقال الطبيب إستني يا يحيى رايح فين!
نظر إليه يحيي متلهفا وقال لازم أرجع بيتي دلوقتي حالالازم أطمن أهلي عليا .
إستوقفه الطبيب قائلا إستني بس لازم نطمن عليك قبل ما تمشي .
أومأ يحيى بنفي وقال أنا بقيت زي الفللازم أرجع بيتي دلوقتي حالا.
و تحت إصرار يحيي للعودة إلي بيته في الحال وافقه مصعب الذي رافقه للعودة إلي بيته بعد أن ودعته والدة مصعب بالنحيب و العبرات .
كان يحيي يجلس بالسيارة الأجرة التي إستوقفها مصعب لتقلهما إلي منزل يحيي الذي وصف عنوانه بالتفصيل للسائق برفقة مصعب الذي كان ينظر إليه مبتسما بفرحه و سعاده لرؤية يحيي مسرورا هكذا.
بينما كان يحيي شاردا يتلهف شوقا لرؤية زوجته و أولاده و جميع أفراد عائلته .
سحب شهيقا طويلا من ذلك الهواء الذي أصبح و كإنه يحمل رائحة مختلفه بعد أن عادت إليه ذاكرته و هويته .
إلتمعت عيناه بدموع فرحه و راح يتمتم حامدا الله علي ما أنعم عليه به كون ذاكرته قد عادت إليه و راح يمني نفسه باللقاء القريب العاجل.
أغمض عينيه يسترجع صورة زوجته و أطفاله الذين إشتاقهم حد الهلاك وهو لا يصدق أنه أصبح بينه و بينهم مسافة قصيره للغاية .
إرتجف قلبه و إرتعدت فرائصه كلما إقتربت السيارة من منزلهم ف ظل يفرك يديه بحماس ثم نظر إلي مصعب ليجده ينظر له بحزن فربت علي يده و قال متقلقش يا مصعب أنا هاجي أزوركوا دايما هو معقول عشرة سنه تهون عليا بردو 
إبتسم مصعب قائلا حمدلله علي سلامتك يا محمد ...
ليقاطعه يحيي مبتسما فقال قصدي يا يحيى.
أومأ يحيى مبتسما وقال الله يسلمك يا مصعب .
ثم نظر أمامه وقال محدثا السائق أيوة يا اسطي معاك هنا .
توقف السائق فأدار يحيي مقبض باب السيارة بقوة و لهفه و نزل منها فقال مصعب ممازحا يا عم بالراحه هتخلع الباب في إيدك.
ضحك يحيى بشدة و إحتضن مصعب الذي راح يربت علي ظهره قائلا حمدالله علي السلامه يا صاحبيربنا يطمننا عليك دايما.
ودعه يحيي لينصرف بينما تقدم يحيي خطوات ليقف أمام باب منزله متطلعا نحوه بفرحه شديدة ثم سحب شهيقا عميقا ملأ به رئتيه و طرق الباب بأصابع ترتجف من فرط حماسته.
كان الجميع يلتفون حول المائدة ينتظرون لحظة إنطلاق مدفع الإفطار كي يبدأوا في تناول فطورهم فقال الأب عملت اللي قولتلك عليه يا سليمان 
أومأ سليمان موافقا وقال أيوه يا حج و وصيت
كل اللي يفطر من المائدة يقرا الفاتحه على روح يحيي الله يرحمه.
تمتم الجميع الله يرحمه .فقال الأب الفاتحه على روحه.
قرأ الجميع له سورة الفاتحه لېختلس سليمان النظر إلي يسر فوجدها تحاول كبح جماح دمعاتها اللعينه التي تأبي أن تسقط ليبتلع غصة في حلقه ويقول آمين.
إنطلق مدفع الإفطار ليتمتم كلا منهم بدعاء الإفطار فقال سليمان إلي أبيه كل عام و إنت طيب يا حج يجعله عامر بحسك دايما.
ليتنهد الأب قائلا و إنتوا طيبين يا ولاديلا بسم الله .
بدأ الجميع بتناول فطوره بينما كان الأب يتفقد المقاعد الشاغرة من حولهم فإنفطر قلبه عندما تذكر ذلك اليوم في السنه الماضيه عندما كان يحيي ينضم إليهم و صافيه أيضا لينتبهوا جميعا علي صوت طرقات علي الباب فقال الأب إفتح الباب يا زياد.
ركض زياد مسرعا ليقوم بفتح الباب فإتسعت عيناه بدهشه متمتما بابا !

تم نسخ الرابط