روايه كامله

موقع أيام نيوز


مننا يا يحيي.. والله يا يحيي إحنا ما لينا ذنب.. كلنا إتحطينا قدام الأمر الواقع فجأه و جواز سليمان من يسر مكانش متخطط له ولا حد يعلم بيه إلا قبلها علي طول.
أومأ يحيى وقال مبقاش ييجي منه يا قدورة خلاص..اللي عايز أفهمه بس..إزاي تسمحوا له يفرط في واحده زي صافيه!
نظر عبدالقادر إليه مستاء وقال صافيه إستحملت منه و منها كتير و جت علي نفسها كتير..لحد ما حد إبن حرام تهمها إنها كانت عايزة تعمل عمل ل يسر و سليمان صدق و طلقها.

ضحك يحيي ساخرا بإستهجان و قال و معقول معرفتوش مين الحد إبن الحړام ده
أومأ الآخر نافيا ليومأ يحيي قائلا علي العموم صافيه هي الكسبانه.
نظر إليه عبدالقادر بحزن و قال أبويا بيسلم عليك يا يحيي.
إهتز قلبه و إنفطر لإشتياقه لوالده فنظر إلي أخيه و تصنع عدم الإكتراث و قال هو كويس
أومأ عبدالقادر موافقا وقال كويس بس عايز يشوفك.
أجاب بإقتضاب وقال إن شاء الله.
ثم سحب حقيبة النقود من بين يدي أخيه و نهض واقفا وقال أنا همشي دلوقتي عشان العيال لوحدهم.
إستوقفه أخيه قائلا طيب عرفني إنت قاعد فين أو علي الأقل هات رقم تليفونك عشان أطمن عليك و علي العيال.
_متقلقش يا عبدالقادر إحنا بخير..و لما أحب أشوفك هبقا اكلمك أنا من أي تليفون و أقول لك نتقابل فين.
ثم غادر مسرعا قبل ان يتبدل موقفه و ينهزم أمام الحنين!
تقبع خلف زجاج نافذتها تطالع الغادي و الراحل بشرود وهي تفكر به و تحاول إختلاق ذريعة لكي تذهب إلي منزل العائلة للتقصي حول أخباره فإذ بالباب ينفرج بغتة و تدخل والدتها وعلي وجهها ترتسم أمارات الضيق و الحزن بوفرة و وضوح فقالت لها مالك يا ماما فيكي إيه
نظرت إليها والدتها و قالت مفيش يا حبيبتي أنا بس.....
قاطعها دخول زوجها بعصبيه وقد كاد أن يقتلع الباب من أمامه من فرط عصبيته وقال بصوت جهور لا في يا حبيبتي منا مش فاتحها ملجأ للي ملوش ملجأ..أنا عندي كومة لحم مش عارف أصرف عليهم و إنتي يا ست يسر عامله ودن من طين و ودن من عجينهما مش دول اخواتك بردو
تسائل مستنكرا لتنظر إليه بملامح ممتعضه و تقول في ايه عالمسا يا اسماعيل أفندي!
أجابها ساخرا لا أفندي ولا باشا..الحكايه و ما فيها إن اللي عايز يقعد هنا يبقا يشارك في مصاريف البيت و مصاريف التيران دي..و بعدين إنتي لو شغلتي دماغك هتاكلي و تأكلينا الشهد بس إنتي مخك متربس شبه أمك.
نظرت إليه بحنق وقالت أشغل دماغي أعمل إيه يعني يا جوز أمي!أبيع مناديل في الإشارات ولا أنزل أشتغل رقاصه عشان أصرف عليكوا
أجابها ببرود وقال والله الشغل مش عيب ولا حرام.. وبعدين بدل ما تتريقي حضرتك شوفي جوزك و عيالك فين و إلزقي فيهم..حتي إنتي لسه مخلصتيش عدتك يعني لو عرفتي تلاقي مطرح جوزك فين و ضحكتي عليه بنظرة و إبتسامه هيردك ليه تاني.
نظرت إليه بغيظ وقالت بحسرة علي أساس إن أنا لو عارفه جوزي و عيالي فين كنت قعدت في بيتك!ليه غاويه رمرمه!
نظر إليها فاغرا فاه و قال بصوت غاضب غاويه رمرمه!طب عليا الطلاق من أمك بالتلاته لو مكنتيش من بكرة الصبح تنزلي تشوفي شغل و تصرفي معايا علي اخواتك لتمشي من البيت ده انتي و امك و اخواتك قبل منكوا و ابقوا وروني بقا هتروحوا فين.
ألقي بكلماته المتوعده ثم خرج من الغرفه كالعاصفه ليتركها هي في أوج غصبها و يأسها.
بعد مرور أربعة أشهر كان يحيي قد إنتقل و بصحبته أطفاله للعيش في البيت الذي إشتراه مؤخرا و بدأت حياتهم تستقر إلي حد ما.
كان يقف أمام مرآة غرفته الفخمه يعدل هندامه للمرة الأخيره قبل أن يغادر الى مقر الشركة التي أصبح شريكا رسميا بها مع قاسم.
إنتهي من تجهيز حاله و بدأ بإعطاء الأوامر للصغار كعادته كل يوم قبل المغادره فقال خلص فطار يا زياد إنت و أختك و إقعدوا إتفرجوا علي كارتون و متعملوش شقاوة و ممنوع تقفوا في شباك أو بلكونه.
تأفف الصغير قائلا هو كل يوم نفس الحاجات يا بابا..إحنا بنزهق و نور بتقعد ټعيط و مش ببقا عارف أعملها حاجه.
نظر إليه يحيي بضيق وقال وهو يمسح على رأسه معلش يا زياد أنا هتصرف في الموضوع ده و هشوف حد يقعد معاكوا لحد ما أرجع من الشغلبس من هنا لحد ما أشوف حد تسمع الكلام اللي بقوللك عليه.
ثم عاد يكرر تعليماته قائلا إوعي يا زياد تقفوا في الشباك ولا تخرجوا البلكونه.. عشان خاطري.
أومأ زياد موافقا وقال ماشي يا بابا حاضر..و هاتلي و إنت جاي كل الحاجات اللي قولتلك عليها.
جلس يحيي القرفصاء ونظر إليه بإبتسامة حنونه وقال من عنيا الاتنين حاضر..يلا أنا همشي و خلي بالك من نور.
أومأ الطفل بتأكيد ليغادر يحيي منصرفا نحو الخارج متجها إلي
 

تم نسخ الرابط