روايه كامله
المحتويات
فينا.
قال الأخيرة مبتسما ثم عاد ليقول مش ده كلامك يابا! طول عمرك تقول يحيي بيحبني أكتر واحد فيكوا إنتوا ولاد زاهيه.
هز الأب رأسه بحزن شديد و غمغم قائلا الله يرحمها.
_الله يرحمها و يرحم أموات المسلمين أجمعين.. أنا هخرج بقا أشوف المشوار ده و دعواتك ربنا ييسر.
_يااارب يبني ربنا معاك.
خرج عبدالقادر ليستقل سيارته و ينطلق بها نحو رحلته القصيره في البحث عن يحيي راجيا من الله أن تكلل بالنجاح تلك المرة.
تمتم الرجل بتفكير وقال الصراحه مش واخد بالي..بس ممكن بمرة تيجي لعم سلامه اللي واقف أمن الكومباوند اللي جمبنا هو اللي يعرف سكان المنطقة هنا نفر نفر و هيساعدك إن شاءالله.
________________
في صباح يوم جديد كانت تجلس بغرفتها تتمدد بفراشها بأريحيه وهي تحاول الوصول إلي يحيي و أطفالها كذلك.
مرت الأيام و الأسابيع و هي لا تعلم شيئا عن صغارها فكإنما قد إنشقت الأرض و إبتلعتهما برفقة والدهما الذي يخفيهما عنها و لا تعلم للوصول إليهم سبيل بعد أن صبرت و نفذ صبرها لم تجد بد من الإتصال بصديقتها إيمان والتي تنقذها دائما في مثل تلك العثرات.
_حبيبتي يا سوسو أنا كنت لسه هكلمك.
القلوب عند بعضها أخبارك إيه
_أنا كويسه الحمدلله إنتي عامله إيه طمنيني
تنهدت يسر بضيق وقالت الأخبار زي الزفت ويبقي الوضع علي ما هو عليه.. الأستاذ يحيي مختفي بالولاد و مش عارفه أوصله.
ضحكت صديقتها بقوة وقالت ما هو إنتي لو تشغلي دماغك كنتي هترتاحي بس إنتي مقفله مخك و عايزة يحيي يجي لحد عندك و إنتي قاعدة معززة مكرمه.
_بصي يا ستي أنا هجيبلك عنوان الشركه بتاعة قاسم عبدالرحمن و إنتي و حظك بقا.. تروحي و تسألي عليه هناك و لو لقيتيه خير ملقيتيهوش تاخدي منهم عنوان البيت أو الشركه بتاعته!
قالت يسر بتعجب الشركه بتاعته!!
اومال انتي فاكرة إيه..الشركه بقت شركات يا ماما يحيي و قاسم عبدالرحمن عاملين بيزنس عالي جدا و كل واحد ماسك منصب رئيس مجلس إدارة في شركه لوحده يعني لو عرفتي تشنكلي يحيي الهنداوي دلوقتي تبقا بيضالك في القفص يا جميل.
سيدي يا سيدي طيب يا ستي ربنا معاكي و نشرب الشربات قريب.
_هتشربي متقلقيش عالعموم شكرا يا مون هستني منك رساله بالعنوان و لو حصل جديد هقوللك.
علي الفور أنهت المكالمه فأرسلت لها صديقتها عنوان الشركه فقامت بالإتصال بأحدهم قائلة أيوة يا زكريا..عايزاك معايا في مشوار ضروري دلوقتي و ليك عندي حلاوة كبيره أوي.
كان يحيي يجلس منهمكا بين أوراقه يتابعها بتركيز لتدلف سكرتيرته الخاصه إلي المكتب بعد أذن لها بالدخول فقالت باشمهندس يحيي في واحده بره عايزة تدخل لحضرتك.
دون أن يرفع ناظريه أجابها متسائلا واحدة مين
_بتقول مدام حضرتك!
إنتبه لها مسرعا وقال بلهفه فشل في إخفائها دخليها بسرعة.
أومأت بموافقه و إنصرفت ليستوقفها قائلا ولا أقوللك..متدخليهاش غير لما أقوللك.
أومأت مجددا وقالتتحت امرك.
خرجت من الغرفه و أبلغتها بأن تنتظر قليلا لتجلس بتوتر وهي تهز قدميها بقلق و خوف وقالت إنتي قولتيله إن مراته اللي عايزاه.
أومأت الأخري بتأكيد وقالت أيوة حضرتك بلغته و قاللي تنتظري لما أبلغك تدخلي.
إنقبض قلبها وقد تيقنت بأن القادم لن يكون يسيرا عليها بينما كان يجلس هو بالداخل وقد إعتدل بمجلسه بأريحيه و أخرج الفاخر ثم قبس الزر الموجود أمامه علي المكتب قائلا بإقتضاب دخليها!
إرتفعت دقات قلبه بشده كطبول حرب قد قرعت معلنة عن ساعة النزال ليأخذ شهيقا عميقا ملأ به رأتيه و زفره ببطء محاولا تهدأة إنفعالاته المتزايده قبل أن يستمع إلي طرقات علي باب المكتب فأذن بالدخول لينفرج الباب و تدلف هي محاولة تصنع القوة و الثبات كعادتها و لكن قواها قد خارت فور أن رأته يجلس أمامها.
دون أن ينظر إليها أشار لها بالجلوس وهو لا زال يطالع الأوراق الموجوده أمامه علي المكتب متصنعا عدم الإكتراث لأمر وجودها.
طال إنتظارها وهو لا زال يتفحص الأوراق الخاصه به لتحمحم بنعومة لتلفت إنتباهه فنظر نحوها بطرف عينه ليجدها تنظر نحوه نظرات ثاقبه فرفع وجهه لينظر إليها قائلا ببرود مصطنع جايه ليه يا يسر
إبتلعت ريقها بتوتر وقالت
متابعة القراءة